طمأن مسؤولوالاتحاد الغامبي لكرة القدم نظراءهم الجزائريين بأن المباراة المرتقبة بين المنتخب الغامبي والجزائري يوم 29 فيفري الجاري ستجري في ظروف جيدة وذلك بعدما قاموا باتخاذ كافة الاحتياطات الأمنية سواء في الملعب أو خارجه ووعدوا بتوفير كل الظروف المناسبة للبعثة الجزائرية من إقامة مريحة وتأمين التنقلات من الفندق إلى الملعب فضلا عن التحسينات التي طرأت على الملعب الذي سيحتضن المباراة من خلال عزل الأنصار عن الأرضية بسياج آمن، ويأتي ذلك على خلفية الأحداث المأساوية التي وقعت سنة 2007 بمناسبة المواجهة بين المنتخبين في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2008، حيث عبر الكثير من لاعبي الخضر عن تخوفهم من تكرار نفس المشاهد، وبالتالي فمن المؤكد أنهم سيتنقلون إلى العاصمة بانجول بحالة نفسية يطبعها الخوف، ولذلك سارع الطرف الغامبي إلى طمأنة الجميع، وتجدر الإشارة إلى أن مباراة سنة 2007 عرفت إجتياح الأنصار لأرض الملعب مع وقوع عدة اشتباكات مع اللاعبين والجهاز الفني للمنتخب الوطني آنذاك، وذلك على الرغم من أن المنتخب الغامبي خرج فائزا باللقاء بهدفين لهدف، غير أنه ودع على إثرها التصفيات المؤهلة لأمم إفريقيا 2008، كما حاول لاعبو المنتخب الغامبي، عقب نهاية المباراة، الاعتداء على نجوم الخضر، رغم أنهم كانوا فائزين، وفي غمرة الفوضى زاد عليهم اعتداء رجال الشرطة والجيش مما فتح المجال واسعا لاجتياح الجماهير للميدان وبعدها اختلط الحابل بالنابل، حتى أن المدافع مهدي منيري كاد على إثرها أن يفقد إحدى عينيه بعدما توجه إليه أحد لاعبي غامبيا وانهال عليه بالضرب، وهذا وقد استبعد العديد من الملاحظين وقوع مثل هذه الأحداث مرة أخرى نظرا للتطور الذي عرفته الكرة الإفريقية وكذلك تغلغل بعض الاحترافية إلى الأنصار. حاليلوزيتش قد يقحم غزال أساسيا لقدرته على التأقلم مع كل المناصب وتحسبا لذات المباراة التي ينتظرها الجمهور الجزائري بشغف لاكتشاف الوجه الحقيقي للمدرب البوسني وذلك باعتبارها الامتحان الرسمي الأول بالنسبة إليه إذا أخذنا بعين الاعتبار الوقت الكافي الذي قضاه على رأس الخضر ودون احتساب مبارتا تنزانيا وإفريقيا الوسطى في التصفيات الماضية، فإنه من المنتظر أن يتم إقحام مهاجم نادي ليفانتي الإسباني عبد القادر غزال، الذي استدعي للقائمة الرئيسية في مكان يبدة المصاب، في منصب وسط هجومي وذلك لكونه يملك إمكانيات كبيرة في الضغط على المنافس في منطقته وقدرته على الاحتفاظ بالكرة عند الضرورة إضافة إلى جلبه لاهتمام عدة مدافعين نحوه مما يوفر الحرية لبقية زملائه وكذلك استفادته من أخطاء قريبة من مرمى الخصم، والمقابل فإن دخوله كقلب هجوم يبقى جد مستبعد نظرا لكونه غير محظوظ تماما بالقرب من المرمى فضلا عن انعزاله وسط المدافعين وهو الأمر الذي جعله يفتقد للحس التهديفي والفعالية، وقد وقع عليه الاختيار لتعويض يبدة نظرا لقدرته على اللعب في عدة مناصب خلافا لزملائه في القائمة الاحتياطية سليماني وغيلاس اللذان يلعبان فقط ضمن القاطرة الأمامية، ويملك أيضا قدرات عالية في الكرات الثابتة لتميزه بالضربات الرأسية المحكمة وبالإضافة إلى كل ذلك فهو يملك بعض الخبرة في أدغال إفريقيا مقارنة بالآخرين، وكل هذه المعطيات تؤهله لدخول كأساسي. وللإشارة فإنه أخفق في فرصة كان أقرب فيها إلى التسجيل في مرمى نادي رايوفاليكانو ضمن الدوري الإسباني لكن كرته ارتطمت بالعارضة الأفقية غير أنه استطاع من التحصل على ضربة جزاء وأدى شوطا ثانيا مقبولا بعد دخوله في الدقيقة 46 لكن فريقه انهزم في ميدانه أمام فريق متواضع وبنتيجة كبيرة 5/3 وبذلك يفقد فريق ليفانتي مركزه ليتقهقر إلى الصف السابع بعد لعبه لثامن مقابلة دون فوز وهي الثالثة لغزال مع الفريق . محترفو الخضر يبعثون برسائل اطمئنان للناخب الوطني وعلى صعيد آخر، يبدو أن تألق محترفي الخضر في مختلف البطولات الأوروبية واحتفاظهم بالمكانة الأساسية قد أسعد كثيرا الناخب الوطني خاصة وأن ذلك يتزامن مع اقتراب موعد المباراة الهامة أمام غامبيا، حيث يأمل أن يبقى أشباله محافظين على هذه الديناميكية من أجل الاستفادة منها في بانجول، والأمر الذي يبعث على التفاؤل هوأن هذا التألق مس جميع الخطوط، فقد تمكن المحترفون في دوري الدرجة الأولى الفرنسية خلال جولتها الرابعة والعشرين من الحفاظ على مكانتهم ضمن قائمة ال 11 في فرقهم، حيث أن نجم الخضر فؤاد قادير أصبح ورقة رابحة لفريقه فالونسيان الذي برهن مرة أخرى أنه عقدة مارسيليا، في حين فإن مهدي مصطفى وكارل مجاني، فتواجدهما في التشكيلة الأساسية أصبح من البديهيات في فريق اجاكسيو الذي استطاع مؤخرا الإرتقاء في سلم الترتيب وذلك بعدما سجل بداية موسم كارثية بأتم معنى الكلمة، وأكثر من ذلك فإن بصمة الثنائي الجزائري في نتائج اجاكسيوكانت واضحة، بينما يبقى المايسترو رياض بودبوز يصارع من أجل التغلب على الإصابة التي تعرض لها مؤخرا، حيث وبعد ابتعاده عن التشكيلة الأساسية لفريقه سوشو لذات السبب، بدأ يسترجع إمكانياته البدنية تدريجيا ويسجل حضوره أكثر بمرور الجولات، ويبقى دوره في مباراة غامبيا مهما جدا لكونه يتميز بفنيات بارعة في التوغل وسط دفاع الخصم باعتماده على قصر قامته، ومن جهته، عاد اللاعب الدولي مهدي لحسن إلى مكانته الأساسية في ناديه خيتافي الإسباني، حيث أكمل التسعين دقيقة خلال المباراة الأخيرة من الليغا أمام نادي اسبانيول برشلونة، وأكثر من ذلك فلم تبدو عليه ملامح نقص المنافسة وأدى مقابلة رائعة، حيث أن فريق انتزع نقطة ثمينة من الاسبانيول، وبذلك يملك حظوظا وفيرة لأخذ مكانه في تشكيلة الخضر أمام غامبيا خاصة بعدما وضعه المتتبعون في خانة أحسن اللاعبين خلال مباراة تنزانيا التي جرت في العاصمة دار السلام، وبالتالي فقد أثبت أنه يملك القدرة على التحمل ومجابهة الظروف المناخية القاسية. فيغولي يقنع والناخب الوطني أمام عدة خيارات وعلى غرار باقي زملائه في المنتخب، فقد تم اختيار المهاجم الجديد للخضر سفيان فيغولي أحسن عنصر في فريقه فالنسيا خلال المباراة التي جمعته بالعملاق برشلونة نهاية الأسبوع الماضي، حيث قدم مردودا طيبا واستطاع مقارعة النجوم العالمية أمثال بيكي وبويول وهذا رغم خسارة فريقه، وقد أكد الكثير من المتتبعين بأن فيغولي أدى إحدى أفضل المباريات هذا الموسم، وهي ورقة رابحة أخرى في يد الناخب الوطني حاليلوزيتش، إذ أنه أصبحت لديه عدة خيارات نظرا لتألق جميع العناصر وفي الخطوط الثلاثة يبقى فقط مطالب برسم خطة مناسبة لتوظيف تلك الطاقات بشكل ناجح.