نظرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، في قضية القتل العمدي التي كانت منطقة حسيان طوال شرق وهران مسرحا لها، إذ بعد معلومات تلقتها مصالح الدرك الوطني مفادها وفاة شخص بمستشفى المحقن على إثر تعرضه لاعتداء بالسلاح الأبيض، وذلك بالتاريخ المصادف ل 30 جويلية من السنة المنصرمة. وبعد التحقيقات التي باشرتها المصالح، تم على إثرها توقيف الجاني "د.م" 23 سنة. ولدى الكشف عن ملابسات القضية، صرح أحد الشهود بأنه كان رفقة المتهم وقت اقترافه لجريمة القتل، فلدى مرور الضحية بهما بينما كانا جالسين بالقرب من منزله، ناداه المتهم ووجه له عدة طعنات بالصدر بواسطة خنجر كان بحوزته. ولدى مثول المتهم، أمس، أمام المحكمة، اعترف بارتكابه للجريمة وكذا الدافع الذي لم يذكره من قبل أمام قاضي التحقيق، وهو أن الضحية سبق واعتدى عليه جنسيا تحت التهديد، وقد صرح في نفس الوقت بأن الضحية جعل من بيته وكرا للدعارة والشذوذ الجنسي، وكان المتهم يترصد النساء اللواتي يأتين عندهم ويطردهم، لذلك في يوم من الأيام قرر الانتقام منه. وقبل 10 أيام من الجريمة، دعاه الضحية إلى منزله قصد مساعدته لإنجاز بعض التصليحات، ولدى انتهائهم هدده بخنجر ومارس عليه الفعل المخل بالحياء، وأخبر بذلك كل سكان الحي، لذلك شعر المتهم بالمرارة وأقدم على ذلك الفعل. أما عن أداة الجريمة، فصرح المتهم بأنها ليست ملكه وكانت موضوعة بالقرب من المكان كون الشاهد يبيع مادة الكيف ويستعمل الخنجر للتقطيع. المدعي العام، من جهته، أشار إلى أن أركان الجريمة متوافرة، والفعل المادي قائم وأفضى إلى وفاة الضحية. كما أن عنصر الإصرار متوافر بدوره، بالإضافة إلى النية الإجرامية لدى المتهم. أما عن قصة التحرش الجنسي، فلم تكن محل شكوى، كما أن المتهم مسبوق قضائيا، ليلتمس في حقه عقوبة 20 سنة سجنا نافذا. بعد مداولة هيئة المحكمة، تمت إدانة المتهم ب 12 سنة سجنا نافذا لارتكابه جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد.