أظهر سكان منطقة زتيمة التابعة إداريا لبلدية بني ميلك غرب ولاية تيبازة، إستياءهم الكبير من التهميش والتأخر الحاصل في التنمية مقارنة بالبلديات الأخرى، وذلك بسبب عدم تدعيمها بمشاريع تنموية حقيقية، إضافة إلى ضعف الأغلفة المالية المخصصة لها في إطار المخطط البلدي للتنمية. وعبّر سكان بلدية بني ميلك وعلى وجه الخصوص قاطنو المنطقة النائية والمعدومة تماما والمسماة "زتيمة" عن غضبهم الشديد من سياسة التهميش والتجاهل التي تنتهجها السلطات المحلية في حقهم، في توفير أدنى ضرورياتهم، وأبسط الخدمات المعيشية التي يحتاجون إليها، لاسيما الماء الصالح للشرب، تعبيد الطرقات وتهيئتها، الغاز الطبيعي، المرافق الصحية، والهياكل الرياضية، إضافة إلى السكنات الريفية والإجتماعية لفك العزلة المفروضة عليهم. فالقاطنون بالمنطقة والمناطق النائية المجاورة إستاءوا من معاناتهم اليومية ومن صعوبة السير في الطرق التي تربط القرى بمركز البلدية، ما أثر سلبا على الجانب المعيشي لسكان هذه البلدية. وكشف العديد من سكان "زتيمة" أنهم يعانون من التهميش والحرمان، وذلك لافتقارهم لأبسط ضروريات الحياة ما إضطرتهم لمصارعة مختلف المعاناة والمشاكل للحصول على لقمة العيش، وسط الحرمان من العيش الكريم مشيرين إلى أن آمالهم تبخرت في ظل بقاء البلدية أفقر بلديات الولاية المقصاة من كل المشاريع التنموية، خاصة من حيث المرافق الحيوية والهياكل القاعدية الأخرى. ومن أهم مطالب سكان هذه المناطق النائية، توفير الماء الصالح للشرب وتعبيد وتهيئة الطرقات لإخراجهم من العزلة التي يعيشونها منذ الإستقلال وفتح مسالك جديدة لسكان الأرياف الذين يسعون إلى تطوير النشاط الفلاحي، بإعتبار المنطقة فلاحية بالدرجة الأولى، فإن تضاريسها الجبلية يصعب على قاطنيها التحرك أو القيام بأي نشاط يعود بالمنفعة على سكان المنطقة. إلى جانب هذه الإنشغالات، طالب السكان بتدعيم البلدية بمشاريع تخص قطاع الأشغال العمومية، وذلك لتهيئة وإصلاح كل طرق البلدية التي تعاني من حالات متدهورة، وتزويدهم بالمياه الصالحة للشرب للتقليل من ويلات الحرمان التي أصبحت من يومياتهم الدائمة. كما إشتكى شباب البلدية والأحياء الريفية المجاورة، من إفتقار بلديتهم إلى المرافق الرياضية التي من شأنها أن تحتوي مواهب الشباب مثل الملاعب الجوارية ودور الشباب، لقضاء أوقات فراغهم وممارسة مواهبهم. وترجع أسباب معظم هذه المشاكل، إلى ضعف الميزانية المخصصة للمشاريع التنموية للبلدية التي تعرقل تنمية المنطقة وكل المناطق النائية للبلدية. هذا، وقد ناشد المواطنون السلطات الولائية التدخل العاجل من أجل تدعيم بلديتهم بالمشاريع التنموية ورفع قيمة الميزانية المخصصة لها، بهدف تحسين الظروف المعيشية للمواطنين وفك العزلة عنهم.