يعتبر الخطاط كاشر أحمد بن محمد المدعوأحمد الصغير من مواليد 17 مارس 1951 ببطحية ولاية عين الدفلى والساكن ببلدية حمادية بولاية تيارت، من بين الفنانين العصاميبن خريج دار المعلمين الإقليمية بتيارت 1968 1972- وهوابن شهيدة وابن مجاهد . كما أنه إطار في سلك التربية والتعليم - مدير مدرسة متقاعد حاليا- وعضوبالمجلس الشعبي الولائي سابقا ونائب رئيس الجمعية الخيرية لزاوية لالة تركية بالرشايقة . يرسم ويبدع ويبتكر لوحات خطية فنية بأنواع الخط العربي على مدار أربعين سنة خلت، أي منذ أن شعر وهويافع بميل فطري نحورسم الخط العربي وتدوين سورا وآيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية شريفة والحكم وأشعار العرب وتزيين المساجد والبيئة والجدران وغيرها، وبالرغم من صوت قلمه المدوي وخطه الجميل المتهادي المشبع بروح الفن والإبداع، إلا أنه يعمل في الخفاء وبصمت من الحكمة والهدوء، احتل المرتبة الثانية على مستوى المغرب العربي في عام أربعة وسبعون تسع مائة وألف في مسابقة نظمت آنذاك في الخط العربي رغم قلة الإمكانيات وانعدام أدوات العمل. كما تحصل على جائزة من اسطنبول بتركيا بمناسبة الذكرى الألف لابن البواب علي بن هلال بالملتقى الدولي المنظم آنذاك. هذا وقدم كتيبا حول قواعد الخط العربي بعنوان - المرشد الوافي في تعليم الخط العربي- لسحبه وتوزيعه على المدارس، بالإضافة إلى إقامته بعدة معارض عبر الوطن وخارجه فأصبح الخط بالنسبة له صوتا فأبعده عن محتواه الكلامي إلى محتواه الصوتي، مسجلا اسمه بذلك في السلسلة الذهبية للمبدعين من الخطاطين العرب..التقت معه جريدة صوت الغرب خلال إقامته بمعرض في الخط العربي بزاوية لالة تركية في حفل ذكراها التقليدي السنوي فأجرينا معه هذا الحوار. "الأمة العربية" : ماذا يمثل لك الخط العربي؟ أحمد كاشر: الخط العربي فن من الفنون الجميلة وحرفة عنصر جمالي وحضاري وأحد العناصر البارزة التي ميزت الحضارة الإسلامية، والفنون التشكيلية العربية القديمة وحتى الحديثة والمعاصرة بل ويعد دعامة من دعامات القومية العربية وإني وجدت فيه هويتي، وهوأيضا وسيلة تعبير قوية اعتمده في ترجمة رغباتي وإحساسي كعنصر هام من عناصر الجمال فأعتبره الشريان الذي أنبض به، إن الله جميل يحب الجمال ويحب إن يرى أثر نعمته على عبده "الأمة العربية" : أراك مهتما بالخط العربي كثيرا فهل وجدت فيه شيئا؟ أحمد كاشر: أعشق الخط العربي كثيرا بمنظره الجميل الحضاري الخلاب تفور فيه الحياة فهوحلية وحلة تزيين كلمتي .أستأنس به في مرسمي في وحدتي وأمجده كثيرا وأساهم في إثرائه التشكيلي وأسعى على ترقيته ونهضته. كما إنني أعتبر البعض من الصحافة هي المسؤولة عن تدهور حال الخط العربي فهي النافذة التي يطل عليها كل قارئ وكل إنسان يحس بالجمال، ولكنها للأسف تطالعنا يوميا بخطوط مستقيمة ميكانيكية ليس فيها الجمال الخطي ولا تنمي الذوق الحسي للخط عند القارئ، وهذا يحدث باسم التطور والتغيير ونسوا أنّ الأجانب عندما يرون الخطوط العربية وزخارفها في المعارض الخارجية يندهشون ويبهرون بجمالها وتداخل خطوطها وتكويناتها الموسيقية التي تنبعث في من داخلها، ويسارعون إلى اقتناء إحدى اللوحات كأثر جميل يحمل عبق القومية العربية وسحرها وجمالها وأمجادها. وأنا أعتبر الخط العربي يواجه محنة شديدة وليس هناك من يرعاه أويساعد على إحياء هذا التراث الذي يعد دعامة من دعامات الحضارة العربية .فالعرب إن لم يتركوا شيئا فحسبهم أنهم تركوا الخط العربي والزخرفة العربية ويكفيهم فخرا في ذلك. وللأسف فان مدارس تحسين الخطوط الآن ناقصة والحل يبقى في تصميم هذه المدارس والاهتمام بالخط بشكل عام مثل استخدامه في الصحافة في العناوين الكبيرة بدلا من استخدام الماكينات الحديثة . "الأمة العربية" : هل من كلمة أخيرة؟ أحمد كاشر: أقول أن الخط العربي فن من الفنون الجميلة والخط الجيد يسر النفس ويشبع الذوق الفني ويثير عاطفة محبة الجمال تفور فيه الحياة وصرفه عنصر جمالي وحضاري وهوعمل فني وهوالحلية والحلة التي تزين الكلمة وتكسوها حلاوة وبهجة ويلفت أنظار حتى من لا يعرف اللغة العربية. ولما أرسل سليمان ابن وهب - الخليفة - رسالة إلى ملك الروم بفلسطين، قال: ما رأيت عند العرب شيئا أحسن من هذا الشكل وما أحسدهم على شيء حسدي على جمال صروفهم-.. ويقول الخليفة المأمون:- لوفاخرتنا الأعاجم بأمثالها، لفاخرناها بما لنا من أنواع الخط يقرأ في كل مكان ويترجم بكل لسان ويوجد في كل زمان-. وأنا دائما أحاول إلى تعميق حسي الفني وأساهم في إثراء الحرف العربي التشكيلي وأناضل من أجله حتى تتوسع مداركي في هذا الميدان إلى الحد الذي أريده، فأنا بالخط العربي إما أن أكون أولا أكون، وبالرغم من أنني لم أجد التشجيع المادي ولا المعنوي ولم يفسح لي المجال لعرض إبداعاتي عربيا وإسلاميا. كما يكفيني أن لوحاتي لاقت إعجابا كبيرا خلال عرضها بمدينة تلمسان مؤخرا في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية وانبهر لخطي الكثير من الخطاطين العرب الذين حضروا لعرض لوحاتهم الفنية الخطية، كما أننا رأينا عظمة الخطوط العربية من دولة لأخرى وللجزائر خطاطيها وجب أن تفتخر بهم وتقدم لهم الدعم المادي لتكوين مدارس خاصة بتعليم الخط العربي بأنواعه.