الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لم يتأخر كثيرا عقب خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ليحذو حذوه ويعطي انطباعا حسن عن التسامح والحوار بين الأديان، والأكثر من هذا قال "ساركو" إنه لا يمانع في أن ترتدي أي مسلمة الحجاب بإرادتها إن أرادت ذلك. ومن خلال هذا الكلام، يظهر جليا تبعية فرنسا الكاملة للسياسة الأمريكية، حتى ولو تغيرت هذه السياسة ب 180 درجة ومع الأسف الرئيس الفرنسي لا يملك وجها واحدا فقط، بل هو متعدد الأوجه حين يتعلق الأمر بالأمريكيين، رغم ما يتشدق به الفرنسيون من أن لهم قرارهم المستقل عن الإرادة الأمريكية، إلا أن واقع الحال أنهم منذ تحريرهم من قبضة النازية في الحرب العالمية الثانية وهم يسبحون بحمد أمريكا ولا يخرجون عن طوعها، فليست فرنسا سوى تابع وملحقة من لواحق الإدارة الأمريكية مهما حاول الفرنسيون الظهور عكس ذلك. وبعيدا عن قضية التابع والمتبوع، علينا أن نذكّر "ساركو" أنه كان في عهد الرئيس الأمريكي السابق من أشد مناصريه ويعتبر نفسه صديقا له، وها هي اليوم إدارة جديدة برئيس جديد وخطاب جديد، ولكن هاهو ساركو القديم يصير بأفكار جديدة ويحاول أن يظهر بمظهر الرئيس الأوربي الحكيم الذي يحترم الأديان، في ظل لائكيه فرنسية، والكل يدرك مدى عنصرية ساركوزي خاصة تجاه المهاجرين القادمين من شمال إفريقيا، والجزائريين بالتحديد. كان المسلمون في فرنسا أو غيرها، سيحترمون ساركوزي لو كان هذا موقفه في زمن الرئيس بوش الابن، ولكن أحيانا الإنسان يكسب احترام الناس حين يبقى ثابتا على مواقفه، ولكنه حين يغيرها تزلفا و"شيتة" يصير بلا معنى حتى ولو كان رئيسا فرنسيا.