الحديقة العربية من المنمنمات إلى الحياة يعرف مؤرخو العمارة وناقدو الفن وهواة المخطوطات ومحترفو الأدب الصورة التي كانت عليها الحديقة العربية من خلال آثار كتابية مدونة ومنمنمات دقيقة مصورة وحكايات شعبية جعلت من الحدائق مسرحا لأحداث وقائع وأساطير جمة. اليوم تجاه الحديقة العربية للحضور وسط تكتل الإسمنت التي تجتاح المدن فهل تنجح المدينة العربية في استعادة رئتيها عبر مساحات اللون الأخضر التي اختفت أوتكاد تزهر البحوث أن في آسيا ازدهرت مدرسة رسوم المنمنمات للسلاجقة خلال القرن الحادي عشر وكان من المعتاد آن يقال إنه في العصور الوسطى لم يكن هناك من فنون المنمنمات غير منمنمات الكتب المرسومة والرسم الشرقي، ولكن الفنان الأوزبكي رائد فن المنمنمات جنكيز أحمرون، اعتقد وأتباعه في وجود هذا الجنس الفني في الأثمان القديمة، بيد أن الأحداث التاريخية الكارثية من معارك محلية دموية، قضت على واحات آسيا الوسطى الخصبية بعد سقوط أسرة التيموريين في القرن السادس عشر، كان السبب وراء غياب عينات من رسوم المنمنمات المطلية بالوزنيش من رسوم المنمنمات التي تمثل أشخاصا، وبالعودة إلى إمكانات تقاليد المنمنمات الشرقية وباتباع مبادئ لغة الفن الحديث، فإن الفنانين تمكنوا من تقيم تفسيراتهم الخاصة ورؤاهم بالكامل فيما يتعلق بالكلاسيكيات وأن يعيدون تفسير الواقع الحار بأسلوبهم الخاص، ومن المهم أن أشير إلى أن المنمنمات كانت امرأة العصر في توثيق الحياة والعمارة، وهوما ألاحظه في عمارة الحديقة بالمنمنمات الفارسية، وصناعة السجاد الإيراني، تمثل في جوهرها إعادة إنشاء الحديقة التي يتم تصويرها كخلفية مساندة للحدث. تبدو الحدائق الفارسية متأنقة بما فيها من زخارف نباتية وتلميحات تقدم على نحوخاص إشارة إلى الجنة والنعيم في الآخرة. وفي المنمنمات الفارسية تبدو الحديقة باعتبارها حيلة تلهم سواها من أشكال الفن والشعر والرسم خصوصا الحديقة باعتبارها حيلة تلهم سواها من أشكال الفن والشعر، الحديقة التي تضم شخوصا يتحاورون حول موضوع القصيدة، تقدم حينا وصفا للحديقة الملكية، وكما اكتشفها العرب لدى فتح المدائن، عاصمة الساسانيين مع قنوات المياه وأنواع النباتان وفصائل الحيوانات، مرصعة بالجواهر ومعقودة بالذهب والفضة.