إختتام الملتقى الوطني الأول حول: الشعر الشعبي .. واقع وآفاق اعتبر المختصون المشاركون في الملتقى الوطني الأول حول:- الشعر الشعبي .. واقع وآفاق- الذي اختتمت أمس فعالياته بجامعة باتنة أن الشعر الشعبي تراث ضخم بالجزائر يحتاج إلى عناية خاصة من الجامعة. ق . ث وأوضح المشاركون في هذا اللقاء الذي دام يومين أنه على الرغم من القيمة الإبداعية والجمالية للشعر الشعبي وحضوره القوي في الساحة الثقافية كلون أدبي يحمل قيمة تراثية كبيرة غير انه يبقى— حسب المتدخلين— يعاني من حيث الجمع والنشر وخاصة الدراسة الأكاديمية العلمية المعمقة. وبالمناسبة اوضح رئيس الملتقى الدكتور معمر حجيج من جامعة باتنة بأن الجامعة الجزائرية لم تستطع إلى حد الآن احتضان هذا المنتوج الفكري الذي هو من صميم كيان الأمة لأنه ببساطة يعبرعن عمق الشعب وهمومه وآماله عبر مختلف الحقب التاريخية سواء من خلال الشعراء القدامى أو المحدثين. أما مدير جامعة باتنة الدكتور بن عبيد الطاهر فاعتبرمبادرة كلية الأدب واللغات بتنظيم ملتقى وطني حول الشعر الشعبي خطوة أولى من أجل دراسته وفق منهجية علمية ومن ثم المحافظة عليه من الاندثار وتطويره. ومن جهته قدم الدكتور محمد عيلان من جامعة عنابة في مداخلته بعنوان - الشعر الشعبي النص والإيقاع-، أهم جماليات وخصائص هذا اللون الأدبي المعروف منذ قرون طويلة بالجزائر بشقيه البدوي والحضري سواء من حيث الإيقاع أو ظروف الإلقاء وحتى مجالس التحكيم في هذا الشعر الذي قال:- نسعى إلى تدوينها بالجزائر-. وتطرق الدكتورالذي يعد أحد الذين أسسوا للأدب الشعبي في الجزائر لعلاقة المسرح بالجزائر بالأدب الشعبي مؤكدا بأنهما يتقاطعان من حيث الكلمة والإيقاع والحركة وكذا الإشارة. كما أوضح المتحدث بأن المسرح الجزائري يأخذ من الأدب الشعبي ويعتمد كثيرا على جزئه العامي القريب من اللهجات المحلية لذا فهو غير مفهوم في باقي الدول العربية ولا يمكن له أن يتعدى حدود المحلية ما دامت لغته لم ترق أو تقترب بعد من الفصحى. ومن جانبه ركز الدكتور عبد الحميد بورايو من جامعة تيبازة على قضايا الشعر الشعبي في الجزائر وقال بأنها ثرية ومتنوعة ولم تترك جانبا من الحياة إلا وتعرضت له بل كان للقصائد الشعبية الفضل الطبير حسب المادخل في حفظ الكثير من الحقائق والأحداث التاريخية التي ما كان لها أن تعرف لولا ورودها عبر التراث الشعري الشفهي. هذا وتضمن برنامج الملتقى الوطني الأول حول الشعر الشعبي إلى جانب إلقاءات شعرية لشعراء من مختلف أنحاء الوطن تقديم أكثر من 20 مداخلة ستبحث في هذا اللون الأدبي الذي لم يحظ إلى حد الآن حسب المختصين بالعناية الكافية لاسيما التدوين والدراسة، فيما أوضحت رئيسة اللجنة العلمية لهذه التظاهرة الأدبية الأستاذة فاطمة الزهراء شلبي بأن الهدف الأساسي من الملتقى هو جمع شمل الشاعر الشعبي مع الباحث والأكاديمي الذي يجمع هذا التراث بغية المحافظة عليه من الاندثار. وقد تم على هامش افتتاح هذا اللقاء الذي نظمه مخبر البحث في التراث الفكري والأدبي في الجزائر التابع لكلية الأدب واللغات بجامعة باتنة، بتكريم عدد من الأساتذة المهتمين بالأدب الشعبي.