كل يوم تطالعنا وسائل الإعلام بأخبار أسر بكاملها أخرجت من بيوتها لترمى إلى الشارع، ومهما كانت الأسباب، فالأمر هنا يتعلق بكرامة وطن قبل أن تكون قضية أسر شردت بوجه حق أو بدونه، وإن كان تشريد الناس في الشوارع فيه من الباطل الكثير، سواء كانت هذه الأسر تأخرت في دفع الإيجار أو سحب منها مسكنها الوظيفي كان من الواجب أن تجد السلطات حلا مؤقتا للأطفال وكبار السن الذين وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها "يبيتون على الكرتون"، إنه لمن المؤسف جدا أن تموت القلوب للحد الذي يرمى فيه أطفال إلى الشارع دون أن تتحرك وزارة ولد عباس ولا يستيقظ ضمير المنتخبين المحليين ولا الذين زكتهم هذه الأسر ليكونوا أميارا ونوابا في البرلمان ليتحركوا على الأقل لإنقاذ الأطفال من الصدمات النفسية، وحفظ شرف العائلات الجزائرية. إن تطبيق القانون وفرضه واجب لا نقاش فيه، لكن حفظ كرامة الجزائريين أمانة خيانتها من أعظم الخيانات، فإن كان رب الأسرة عجز عن تسديد إيجار بيته أو شغل بيت وظيفي بعد تقاعده ولم يجد مأوى آخر، كان حري بالجهات المعنية أن تمهل المعني شهورا وتنسق بينها وبين السلطات المحلية لتجد حلا عادلا يحفظ كرامة الوطن قبل أن يحفظ صحة الأطفال والأسرة، ففي الوقت الذي توجد فيه أسر على الرصيف، توجد شاليهات صارت مأوى للسكارى والرذيلة، والأكثر من ذلك شقق تابعة للدولة يسلمها القابضون على رقاب البلديات "للمتعودات " ديما "، ليتفرج عليهن المعذبون أبدا. ويتجسد بذلك فيلم عادل إمام "كاركاون في الشارع" كواقع جزائري هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته