لم يفلح الكثير من الناجحين الجدد في شهادة البكالوريا في تحقيق أمنياتهم واختياراتهم في الاختصاصات التي سجلوها في بطاقة الرغبات، لتتحوّل فرحة البكالوريا إلى نقمة حقيقية، بعد اكتشافهم أن الاختيار الذي وجهوا إليه للدراسة في الجامعة تم على أساس "حك تربح"، وليس على أساس اختيارات الكمبيوتر والمعدلات وغيرها من الأمور الأخرى التي قيلت في أعوام خلت ومازالت لحد اليوم تقال، ولا يهم إن صدّقنا الأمر أم كذّبناه، لأن الاختيار العلمي للطلبة وللشعب التقنية أو العلمية التي اختاروها لن يتكون بالضرورة اختيارهم. وإنما جاءت عن طريق "حك تربح"، لتمتد هذه السياسة في الاختيارات العلمية ربما إلى فوضى الشهادات، فيصبح لنا مهندس في الكيمياء، لكن اختصاصه الحقيقي رياضيات، ونجد واحدا من أصحاب الاحتياجات الخاصة متخرجا من معهد الرياضة، وكل هذا نتاج سياسة "حك واربح" التي انتقلت من التلفزيون إلى الجامعة. وبدلا من الافتخار بنوعية المتخرجين وتفوقهم، صرنا نفتخر بكمية المتخرجين، ولو بحقائب خاوية وفكر تحت درجة الصفر، ليضافوا إلى أعداد العاطلين عن الأمل. فماذا نستفيد من جيوش الأطباء المتخرجين حديثا، والذين لا يعرفون التفريق بين الرمد الحبيبي الذي يصيب العين "والبوحمرون"، وكل هذا سببه الوحيد سوء التوجيه الذي يتم عن طريق "حك تربح" وليس عن طريق المقاييس العلمية، لكن مع الأسف الشديد أن الأمر مع الجامعة صار "حك واخسر". هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته