تضاربت الأنباء حول مقتل زعيم طالبان باكستان بيت الله محسود، حيث نفى أمس الناطق باسم الحركة في باكستان مقتل محسود، موضحا من خلال تصريحاته أن هذه الادعاءات هي بمثابة مؤامرة تقوم بها المخابرات الباكستانية المدعمة من طرف نظيراتها الأمريكيةوالباكستانية، اذ تأتي هذه التصريحات بعد أن أكدت وسائل اعلامية، لا سيما الأمريكيةوالباكستانية نبأ مقتل زعيم حركة طالبان باكستان. اختلفت تقارير عديدة حول مقتل محسود في الهجوم الصاروخي الذي نفذته قوات الاحتلال الأمريكية المدعمة من طرف الحكومة الباكستانية في إقليم وزيرستان نهاية الأسبوع، ففي الوقت الذي أعلنت فيه مصادر من الجيش الأمريكي نبأ القضاء على زعيم الحركة، فإن مسؤولين أمريكيين أكدوا أنهم لا يمكنهم تأكيد خبر مقتل بيت الله محسود. حيث أوضح الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، أن الولاياتالمتحدة لاتستطيع تأكيد الأنباء التي تشير إلى بأن بيت الله محسود قد قتل على الأرجح في الهجوم الصاروخي الذي نفذته طائرة أمريكية بدون طيار، مضيفا أنه لا يمكن تأكيد الخبر. أيضا في الوقت الذي نفى فيه المتحدث باسم الحركة حكيم الله محسود الناطق باسم "طالبان باكستان، مقتل زعيمها وأنه بصحة جيدة ولم يصب في الغارة الأمريكية التي استهدفت، منزل والد زوجته، أكد مصدر آخر من الحركة صباح أمس، أن محسود توفي وزوجته الأربعاء الماضي في الهجوم الذي نفذته القوات الأمريكية . من جهة أخرى دعا ناطق باسم الجيش الباكستاني، إلى التريث وعدم التسرع في الاستنتاج قبل أن يتم التحري من صحة تلك الأنباء والتدقق منها. في حين أعلنت مصادر من الحكومة الباكستانية انباء عن مقتل محسود،والتي كانت قد حاولت في الماضي مهادنة محسود من خلال اتفاقيات من جانب، وحملات عسكرية من جانب آخر، مستفيدة من المليارات من الدولارات التي قدمتها الولاياتالمتحدة لسحق و اقتلاع طالبان التي أضحت قوة في المنطقة يحسب لها ألف حساب. لا سيما بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها قوات الحلف التي تتزعمها الولاياتالمتحدة ، إذ أشار في هذا الصدد أحد المسؤولين في الحلف إلى قوة طالبان التي أعادت تنظيم صفوفها من جديد، قائلا: لقد أضحت حركة طالبان أكبر تحديعسكري تواجهه أمريكا "، كذلك حكومة إسلام آباد لم تنجح تماما في وضع حد لنفوذ طالبان باكستان التي يتزعمها بيت الله محسود، والتي تنشط بقوة في منطقة القبائل الباكستانية ذات الطبيعة الجبلية الوعرة، والمحاذية للحدود مع افغانستان. لا سيما وأن القبائل البشتونية في الحدود الباكستانية الأفغانية التي خاضت في الماضي معارك طاحنة مع الاتحاد السوفياتي سابقا وكذا مع القوات البريطانية، لم تخسر ولو حربا مع هذه القوات، تقف كسند وكدعم لطالبان، الأمر الذي ساهم في قوة الحركة ونفوذها في المنطقة .