في تطور جديد على مستوى العلاقات الإيرانية المصرية، اتهمت طهران النظام المصري بدعم وتمويل تنظيم "جند الله" السنية المسلحة والمعارضة للسلطات الإيرانية، حيث ذكرت تقارير أن عبد الحميد ريجي، شقيق مالك ريجي قائد التنظيم، أكد أن الجماعة على علاقة مع أجهزة تجسس أمريكية، غربية وعربية، موضحا أن عناصر التنظيم يتدربون على أيدي أجهزة المخابرات المصرية. وأوردت وسائل إعلامية إيرانية، أن ريغي قال بأن هذه الجماعة تقوم بشراء السلاح من مخلفات الحرب الأفغانية، ليقوم بعدها شخص من جنسية مصرية، يدعى حمزة الجوفي، بتدريب كل المجموعات المسلحة في أفغانستان وباكستان، فضلا عن إشرافه على تدريب جماعة مالك ريغي أيضا على حد تعبيرها مضيفة أن الجوفي "معروف بتخصصه في صنع العبوات والمتفجرات". وتأتي هذه الاتهامات الإيرانية بعد أسابيع من قيام طهران بتاريخ الثامن من الشهر الجاري باتهام ثلاث دول عربية، هي الأردن، مصر والسعودية، بمحاولة الضغط على الحكومة العراقية للتخلي عن إدارة "معسكر أشرف"، الذي يتجمع فيه عناصر من جماعة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة، إذ تطرقت وسائل الإعلام الإيرانية حينها إلى تدخل قام به لواء ومدير المخابرات العامة الأردنية السابق، وآخر من مدير الاستخبارات السعودية، وأخيرا رئيس الاستخبارات المصري، وهي الدول المصنفة ضمن محور الاعتدال العربي الحليف الأكبر للغرب، على رأسه الولاياتالمتحدةالأمريكية. إذ أعربت هذه الدول مرارا وتكرار عن مخاوفها حيال نفوذ إيران المتزايد في المنطقة، لاسيما بعد تفوقها في مجال التكنولوجيا النووية، الأمر الذي أهلها لأن تصبح قوة عسكرية يحسب لها ألف حساب في المنطقة، فضلا عن دعمها لبعض الحركات الإسلامية المسلحة، من بينها حزب الله اللبناني والمقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس". وتعتبر جماعة "جند الله" إحدى أبرز الجماعات السنية المسلحة المعارضة في إيران، وينتمي معظم عناصرها إلى قومية البلوشية، التي تسكن مناطق إقليم (سيستان بلوشستان) الواقعة جنوب شرق إيران، على الحدود مع أفغانستان وباكستان، حيث سبق لهذه الجماعة وأن شنت عشرات الهجمات والعمليات ضد جنود الجيش الإيراني وعناصر وحدات الحرس الثوري وقوات الباسيج، إذ قتل وجرح العشرات من الجيش الإيراني حينها، وهو الهجوم الذي أكدت إيران بشأنه أن الاستخبارات الأمريكية هي من تقف وراء هذا الاعتداء. للتذكير، فقد شهدت العلاقات الإيرانية المصرية مؤخرا توترا حادا، خاصة بعد اتهام الحكومة المصرية للنظام الإيراني بتمويل حزب الله من أجل شن ضربات داخل الأراضي المصرية، وذلك على خلفية القبض على خلية داخل مصر، قالت بشأنها السلطات المصرية بأنها تنتمي إلى حزب الله اللبناني المدعوم إيرانيا، وهو الأمر الذي قوبل بالنفي من طرف نصر الله، زعيم الحزب اللبناني، وهي هذه القضية التي أثارت أزمة كبيرة بين طهران والقاهرة.