يواصل المنتخب الوطني تحضيراته بالفندق العسكري لبني مسوس، وهذا تحسبا للمواجهة التي تنتظره الأحد القادم بمدينة البليدة أمام المنتخب الزامبي والتي ستساهم بشكل كبير في تحديد المتأهل إلى كأس العالم القادمة. والتحق، أمس، بالتربص الثلاثي حليش، جبور وغزال بعدما تعذر عليهم الالتحاق على غرار زملائهم يوم الاثنين، وهذا راجع إلى أسباب متعلقة بمشوارهم الكروي أو بلعبهم لمواجهة في البطولة مع فرقهم، وتفهم المدرب رابح سعدان تأخر لاعبيه، خاصة أنهم كانوا قد أخبروه هاتفيا بعدم حضورهم منذ اليوم الأول. هذا، وبرمج المدرب الوطني رابح سعدان التدريبات بداية من الساعة الحادية عشر ليلا بالثكنة العسكرية التابعة لبني مسوس، وسطر برنامجا خاصا بالنسبة لرمضان، حيث يخرج الجميع من التدريبات في حدود الواحدة والنصف زوالا، ولا يخلدون للنوم إلا بعد تناول وجبة السحور، ليستيقظ الجميع في حدود الساعة الثانية زوالا. واغتنم سعدان الوقت بين هذا التوقيت والإفطار كي يتمكن من شرح الخطة التكتيكية للاعبين والحديث معهم على انفراد أيضا كي يتعرف على حالة كل لاعب من الناحية النفسية، وهو ما وجد فيه راحة كبيرة، على أن يفطر الجميع مع بعض ويرتاحوا لمدة ساعتين، ليتمكنوا من الذهاب إلى الثكنة للتدريب مرة أخرى. هذا، وسيتمكن الفريق الوطني من إجراء أول حصة تدريبية بتشكيلة مكتملة سهرة اليوم بالثكنة العسكرية بعد التحاق كل اللاعبين، سواء المحليين أو المحترفين، وهذا ما أراح سعدان وجعله يطبق برنامجه بحذافيره تحضيرا للمواجهة الصعبة التي تنتظره، حيث دخل في مرحلة الجد، وكل هذا وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث تمنع الصحافة وكل الأفراد الغرباء من الدخول، سوى اللاعبين والطاقم الفني وكل من له علاقة بالمنتخب، وهذا خوفا من تسرب معلومات كالعادة للمنتخب الزامبي. اعتبر لاعب المنتخب الجزائري ونادي سيينا الإيطالي لكرة القدم، عبد القادر غزال، تلاحم لاعبي منتخب بلاده والثقة الكبيرة التي يضعها المدرب رابح سعدان فيهم، مفتاح تأهل "محاربي الصحراء" إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 1986، والثالثة في تاريخهم، إذ ذكر المهاجم البالغ من العمر 24 عاما في لقاء من "العربية.نت"، أن تقارب لاعبي المنتخب الجزائري والعلاقة "الرائعة" التي تربطهم بسعدان كانت السبب الرئيسي وراء النجاح الذي حققه المنتخب في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى النهائيات، مشيرا إلى ثقته بقدرة بلاده على مواصلة المشوار حتى النهاية. وقال غزال: "رغم صغر السن والتنافس المحموم على المراكز الأساسية، فإننا نشكّل مجموعة متلاحمة ومتاحبة، حيث تساهم لمسات سعدان النفسية في المؤاخاة بين اللاعبين المولودين خارج الجزائر والآخرين الذين ولدوا هناك. اللاعبون يعتبرون سعدان أباً ثانياً لهم، إذ دائماً ما يتحدث إلينا ويدعمنا ويساندنا، سواءً مع أنديتنا أو مع المنتخب الوطني". واعتبر المهاجم الذي سجل 5 أهداف في دوري الدرجة الأولى الإيطالي الموسم المنصرم، أن روح المودة السائدة في صفوف المنتخب الجزائري ساهمت بشكل رئيسي في ترجيح كفة "الخضر" على المصريين في اللقاء الذي جمع الفريقين في جوان الماضي، وانتهى بفوز الجزائر 3-1، "إذ استغللنا الشحن الجماهيري الكبير لتلبية طلب محبينا الذين طالبونا بالفوز على الفراعنة بغض النظر عن نتائجنا مع باقي المنتخبات. أعددنا للقاء بشكل لا يصدق ووضعنا الفوز على أبطال إفريقيا نصب أعيننا، وقد تمكنا من تحقيق انتصارٍ هام، مستغلين حالة عدم التوازن التي مرّ بها المصريون". "يجب ضمان فارق النقاط قبل التنقل إلى القاهرة" وعن لقاء العودة الذي ستخوضه الجزائر أمام مصر في القاهرة ضمن المرحلة السادسة والأخيرة من التصفيات، قال غزال: "نتصدر المجموعة بفارق 3 نقاط، وبدعم الشعب الجزائري الذي كان دائماً خلفنا، بإمكاننا تحقيق حلم طال انتظاره 24 عاماً. الطريق مازال صعباً أمامنا، ونتمنى أن نضمن التأهل إلى المونديال حسابياً قبل خوض لقاء العودة في القاهرة. أعتقد أن المباراة التي ستجمعنا بزامبيا بعد أيام على أرضنا، ستكون مباراة مصيرية وستتضح من خلالها معالم الفريق الذي سيبلغ النهائيات إلى حد كبير". فوز مصر على إيطاليا لن ترهب "الخضر" في الوقت نفسه، أكد غزال أن فوز المصريين على إيطاليا في كأس القارات لن يرهب الجزائريين أو يحط من حظوظهم في خطف بطاقة التأهل الوحيدة عن المجموعة: "إذ جاء فوزهم على إيطاليا نابعاً من رغبتهم الشديدة في الخروج من الأزمة الكبيرة والشعور بالألم من خسارتهم أمامنا، وقد نجحوا في تخطي تلك المرحلة، لكننا سنحافظ على ثقتنا بأنفسنا وسنفعل كل ما بوسعنا للتمسك بصدارتنا وتحقيق حلم الملايين".