رغم السرية التامة التي تطبع تحضيرات المنتخب الوطني، إلا أن الأصداء الواردة من مكان تربصه تتحدث عن وجود إرادة كبيرة لدى اللاعبين لتجاوز عقبة الفريق الزامبي. اللاعبون لا يشعرون بأي ضغط رغم أهمية المباراة التي يدركون أنها ستفتح لهم أبواب المونديال في حالة الفوز بها ولا شك أن الحيوية الكبيرة الموجودة في صفوف رفاق زياني ستزيد بشكل كبير من درجة استعدادهم باعتبار أن الجانب المعنوي يلعب دورا كبيرا في مثل هذه المواجهات وهو العامل الذي يركز عليه المدرب الوطني، رابح سعدان، منذ دخول عناصر التشكيلة الوطنية في هذا التربص من خلال العمل على تشجيع روابط الصداقة بين كل اللاعبين بدليل أن الجدد منهم على غرار مراد مغني وعبد القادر غزال وعبد القادر العيفاوي لم يجدوا أية صعوبة في الاندماج مع زملائهم. وأصبح الجميع يجد متعة في العودة إلى صفوف المنتخب الوطني بسبب الرغبة في مواصلة المسيرة المظفرة لهذه التصفيات المشتركة التي من شأنها أن تحقق لهم شرف تمثيل الألوان الوطنية في أكبر موعد كروي عالمي فضلا عن أنها تفتح لهم باب النجومية والشهرة. وقد أعرب المدرب الوطني عن ارتياحه العميق للظروف التي تجري فيه التربص سيما وأن الطاقم الفني واللاعبين وجدوا النادي العسكري لبني مسوس الإطار المناسب لتحضير هذا الموعد حيث اجتهد اللاعبون كثيرا في الحصص التدريبية التي غيروا مكانها أمس بالانتقال إلى ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة التي برمج فيها سعدان حصة تدريبية واحدة فقط والتي ستسبق اللقاء ضد زامبيا، حيث سيضع فيها المدرب الوطني اللمسات الأخيرة لإستراتيجية اللعب التي يريد تطبيقها في المباراة. ويعتقد الملاحظون أن سعدان متجه نحو إقحام نفس التشكيلة التي فازت ضد مصر حتى لا يحدث أي تذبذب في الخطة التكتيكية التي اتبعها اللاعبون في تلك المواجهة ومكنتهم من دحر المنافس المصري بثلاثية نظيفة بينما هناك من يتوقع مشاركة وسط الميدان مغني بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي أظهرها هذا العنصر في المباراة الودية الأخيرة أمام الأورغواي. سعدان يبقى السيد في اختيار التشكيلة المناسبة وهو الذي صرح مرارا انه سيختار التشكيلة المناسبة وفق مقاييس لن يندم عليها من خلال إعطاء فرصة اللعب للعناصر المستعدة بدنيا ومعنويا. ومما لا شك فيه أن سعدان مجبر على اختيار اللعب الهجومي حتى لا يترك مجال المناورة للمنافس الزامبي الذي أجرى تحضيرات مكثفة وكله أمل في أن يلعب بنفس المردود الذي ميز لقاءه الأول ضد منتخب مصر حيث كاد يهزم هذا الأخير بعقر داره. وإلى حد الآن تفادى المدرب الوطني رابح سعدان أن يكون طرفا في الحرب النفسية التي شرع فيها نظيره في المنتخب الزامبي هيرفي رونار الذي وعد بهزم "الخضر" في عقر دارهم. سعدان التزم الصمت كعادته لإدراكه أن الحقيقة لن تكون إلا فوق أرضية الميدان، حيث ألغى الندوة الصحفية التي كانت مبرمجة بحر الأسبوع الفارط وذهب إلى حد التقليل من خرجاته الإعلامية. ويفهم من هذا الموقف أن سعدان لا يريد أن يكشف عن أوراقه خوفا من استغلالها من طرف الزامبيين الموجودين في الاستماع لكل ما يخص المنتخب الوطني.