عرف باسم "عزو" العنابي، ذو ثقافة عالية، من كلامه استطاع وصديقه "بيبوا" أن يحدثا تغييرات جذرية لمفهوم أغنية الراب الذي اعتدنا عليه بدءا بالأداء الصوتي والآلات الموسيقية المستخدمة، وانتهاء بالمواضيع التي تطرق لها في ألبوماته. من مواليد 2 أفريل 1976، يحمل شهادة تقني سامي بالإعلام الآلي، بدأ مشواره الفني سنة 1998 حين أسس فرقة تدعى "هود كيلار" مع صديقه إسماعيل في الفترة التي ظهرت فيها فرقة "دوبل كانون" وذاع صيتهم كثيرا حتى عرضت عليهم شركة إنتاج أن ينجزوا ألبوما من نوع الراب، وهو نفس منتج "دوبل كانون" الأول، حيث تزامن طرح ألبومهم في الأسواق في توقيت واحد مع ألبوم "كاميكاس" لفرقة "دوبل كانون".. إنه نبيلي عز الدين، التقينا به في "الشاليه" الخاص بالعمارة، حيث أننا وعدناكم سابقا أن "الأمة العربية" ستكشف لكم وجوها جديدة، وكان لنا مع "عزو" العنابي هذا الحوار الشيق الذي يكشف ولأول مرة حقائق مثيرة تابعوا... * من استدعاكم إلى التمثيل في عمارة الحاج لخضر 03؟ ** استدعانا لخضر بوخرص أنا وعزو، وهذا عندما سمع أشرطتنا التي تعطي المجال إلى الشباب الصاعد واختيار وجوه جديدة من جميع أنحاء الوطن. * ما هو الدور الذي لعبته؟ ** لعبت دور الشاب العاطل عن العمل والمشاكل التي دائما تأتي على رأسه بأسلوب فكاهي مئة بالمئة. * من الراب إلى التمثيل، كيف استطعت أن تتأقلم مع التمثيل؟ ** يقولون إن مغني الراب هو ممثل بارع، فمغنو الراب دائما يغنون بحركات تعبيرية.. * صرحتم أنه في الفترة التي طرح فيها ألبومكم، طرح كذلك ألبوم "دوبل كانون"، لماذا لم ينجح إنتاجكم؟ ** هذا صحيح... لأن "دوبل كانون" يوظفون كلمات نوعا ما مثيرة وهو شيء جديد، وأنتم تتذكرون ماذا فعل ألبوم "كاميكاس" في الجمهور، وأنا أعترف أن الألبوم أحدث ثورة في الجمهور الجزائري لهذا ألبومنا لم ينجح، ربما نتيجة لنقص التجربة أو لأن الحظ لم يحالفنا، لكن بعدها في سنة 1999 أنجزنا الألبوم الثاني اسمه "كارتيا" مع شركة "كاديك"، الذي بيع بكثرة، وقتها إسماعيل أحدث ضجة بأغنية "بلاص دارم" ثم "قصة حب بسيطة"، حيث بثت كثيرا في الإذاعة الوطنية والإذاعات المحلية مثل البهجة والقناة الأولى، لكن بعد فترة زمنية قليلة من صدور الألبوم توقفت الفرقة لأسباب غامضة ومن ذلك الحين قررت أن أواصل المشوار بمفردي. * بعدها هل أصدرت ألبومات؟ ** نعم، في 2003 أنجزت ألبوم "ڤارو عنابي" وعرف نجاحا باهرا، وحمل الألبوم أغنية بعنوان "يا بخوشة جاك القرلو"، وخرجت بتميز في الموسيقى حيث أدخلت فيها الجواق أي "القصبة مع الراب"، يعني شيء جميل حتى أنني تفاجأت أنها تبث في الأعراس، وهذا اجتهاد خاص مني، بعدها أنجزت ألبوم "23 بيكورة". * ألا ترى أن تسمية الألبومات بهذه الطريقة تدعو للتحريض على المخدرات أو الحرڤة أو ماشابه ذلك؟ ** لا، ليس بالضرورة، فهذه سياسة تسويق لجلب انتباه الجمهور، لكن عند سماعه يتفاجأون بنصائح ومعالجة هذه المواضيع بأسلوب بسيط مفهوم، و"القارو العنابي" عنده مفهوم فلسفي آخر. * أفصح، شوّقتنا؟ ** "القارو العنابي" معناه أنا "عزو" الذي سوف يحبه الناس ويشتهر في الوطن وخارجه، أما ألبوم "23 بيكورة" ف 23 هو رمز ترقيم ولاية عنابة، والبيكورة هي المصل، كي أحقن عنابة من الآفات الخطيرة التي يتخبط فيها الشباب وأحاول أن أعالجها. * حدثنا عن أغنية "فيفا لالجيري".. ** "فيفا لالجيري" فكرتي، فالأناشيد الوطنية أصبح صداها واسع، وأحكي فيها عن الجزائر من 54 إلى 08 أفريل موعد الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس الحالي بوتفليقة بتوزيع شبابي جديد، وعالجت فيها الوحدة الوطنية وتضامن الجزائريين في المحن والكوارث. * بعد ألبومكم الأخير عرفتم انقطاعا تاما عن الساحة الفنية، كيف تفسر لنا هذا؟ ** نعم.. توقفت عن الغناء وابتعدت عن الساحة الفنية مدة 04 سنوات لأن "عزو" يشقى ويتعب والشهرة يأخذها أناس آخرون دون ذكر الأسماء، حتى الكليبات التي كانت تبث في التلفزيون ينسبونها إلى أناس آخرين، لكن عدت إلى الساحة بقوة مع صديقي "بيبوا" في ألبوم عبارة عن "منولوج صوتي" اسمه "بوبينة مهبولة" في خمسة أجزاء، عالجنا فيها أنا وصديقي "بيبوا" قضايا اجتماعية وعالمية بشكل فكاه، وهذا كان نفسا جديدا لنا، حيث أن الجزء الرابع من الألبوم بيع منه أكثر من 80 ألف قرص مضغوط، أما الخامس فبيع منه أكثر من 60 ألف قرص بدون احتساب القرصنة. * عنوان "كرنافال في دشرة" يثير شهية المستمع، كيف جاءتك هذه الفكرة؟ ** "كرنافال في دشرة" له قصة كبيرة سوف أحكيها لكم باختصار، في 2006 دعتني شركة "دنيا موزيك" للعمل معها بألبوم عنوانه "كرنافال في دشرة"، حيث تكفلت الشركة المذكورة بكل المصاريف، وتعاملت مع فنانين معروفين على الساحة مثل "أمين دهان"، "فريد يامني" و"كادير التكنيسيان". * لماذا أطلقتم على هذا الألبوم تسمية "كرنفال في دشرة"؟ ** نسبة لفيلم "كرنافال في دشرة"، هذا الأخير حكى على البيروقراطية بصفة عامة، ونحن في الأغنية أعطينا نتائج وأكملنا ما لم نشاهده في الفيلم بتصور خيالي لما سيحدث نتيجة البيروقراطية، وعالجنا في هذا الألبوم قضايا أخرى مثل الأغنية التي تقمصت فيها شخصية فتاة أبكت بنات كثيرات. * رغم أننا متتبعون للشؤون الفنية لكن لم نسمع بهذا الألبوم؟ ** يضحك..."عندك الحق"، هذا الألبوم لم يعرف النور من شركة دنيا، ولم نعرف الأسباب لحد الآن "الله أعلم". ** ربما الشركة تنتظر الوقت المناسب لطرح الألبوم في السوق؟ ** لا، كان ذاك وقته المناسب، وأظن أن "كرنفال في دشرة" لو طرح لأحدث ضجة كبيرة عند الجمهور، وبقي الألبوم في الأدراج حتى جاءت شركة فرنسية لجزائري مهاجر واشترته من "دنيا"، لكن اشترطت عليها أن يصدر الألبوم في فرنسا وليس في الجزائر. * لكن الألبوم الذي بين يدينا صدر عن شركة أوسكار ميوزيك، كيف هذا؟ ** نعم هذا صحيح، بعد عام كامل وبعد أن عدلته وأضافت له أغنيتين الأولى تحمل عنوان "زيد يا بوزيد" والثانية عن "الحراڤة" وكيف يهاجرون، أما أغنية "زيد يا بوزيد" أنجزته بموسيقى راب سطايفي، وأعطينا اسم لهذا النوع من الموسيقى ب "سطيراب". الأغنية عرفت نجاحا كبيرا وأحبها الجمهور لدرجة أنني عندما أديتها في عنابة في الحفل الذي نظم على شرف الشاب خالد أمام أكثر من 70 ألف شخص. * ما رأيك في مغنيي الراب الجزائريين؟ ** من فضلك لا تسألني على مغنيي الراب الجزائريين، أولا لأنهم كالببغوات، ثانيا التقليد الأعمى لمغنيي الراب الغربيين والغرور والرياء واللباس، ويحبون أن يبرزوا المظاهر أكثر من الإبداع.. وأحيانا نسمع مغنيي راب جزائريين يغنون باللغة الفرنسية.. لم أفهم هذا. * هل أنت ضد من يغني باللغة الفرنسية؟ ** لا أنا لست ضد لكن هناك أغان ليست لها موضوعا تعالجه، فعندما تسمع الأغنية لا تفهمها نتيجة عدم ترابط الأفكار. * إذن الموضوع ليس في اللغة؟ ** نعم فنحن مثلا نغني راب عنابي.. على الحڤرة والفقراء والحرقة، أظن أن هذا هو الراب بمعناه الصحيح أي أن الإنسان يعبر عن مشاعره الشخصية وما يدور حوله وما يحس به الآخرون لهذا يجب على مغني الراب الجزائري أن يبتعد عن اللغة الفرنسية. * ما هي الأغنية التي تركت فيك أثرا أو أثرت في جمهورك كثيرا؟ ** عندما غنينا أغنية في البوليزاريو مع الشعب الصحراوي، وشاركنا في القافلة التي كانت سنة 2008 وكان فيها أعضاء من المجلس الصحراوي، ونتمنى أن تكون هذه الأغنية أنشودة السلام الوطنية الخاصة بالصحراء الغربية. * كيف تقيم مشوارك الفني لحد الساعة؟ ** لا أستطيع أن أقيم عملي، نحن في عنابة عندنا مثل شعبي يقول "حوحو ما يشكر روحو"، وأقول للجمهور الجزائري محبي عمارة الحاج لخضر إن عزو "راح يخربطها". * كلمة أخيرة.. ** أشكر الحاج لخضر على هذه الفرصة الثمينة، ومن هذا المنبر أطلب من الشباب الذي لديه نية "الحرڤة" أن يعود ألى رشده كما أشكر جريدة "الأمة العربية" وكل طاقمها الصحفي.