وجه، أول أمس، الجمعة الملك محمد السادس تهما ضمنية للجزائر، تتعلق بوقوفها مع جبهة البوليساريو، خلال إلقائه لخطاب ملكي بمناسبة الذكرى 34 للمسيرة الخضراء، حيث أعاد محمد السادس "أغنية" "مغربية الصحراء"، وعلى أن النزاع القادم حول الأراضي الصحراوية تقف وراءه أيادي أجنبية تسعى لزعزعة الاستقرار الداخلي للمملكة. كما لم يخف الملك المغربي بأنه يعتبر الجزائر دولة عدوة للمغرب، حيث قال "هؤلاء الذين ينادون لاستقلال الصحراء، ما هم إلا مغربيين خونة يتعاونون مع عدو المغرب"، مشيرا إلى مخيمات تندوف، التي قال بأن "العدو فتح الأبواب أمام الخونة لإيوائهم وإعطائهم منصة مفتوحة على كل الأصعدة للمساس باستقرار وسيادة المغرب". وللتذكير، فإن خرجة الملك المغربي لا تعتبر الأولى من نوعها، بل سبقها خطاب العرش عام 2007، والذي أطلق فيه محمد السادس النار على الجزائر واتهمها صراحة بالوقوف وراء من يعتبرهم أعداء المغرب، كما ذهب إلى أبعد الحدود في خطابه باتهام النظام الجزائري بصناعة ما سماه ب "القضية الصحراوية المزيفة". وفي المقابل، عاد الملك المغربي في ذات الخطاب، للحديث عن مخططاته الرامية لتنمية الأقاليم الصحراوية، ليضع عرش "المملكة العلاوية" في مكانة لا يحسد عليها، حيث وقع في تناقض صريح وهو يلقي خطاب المسيرة الخضراء، خاصة في الوقت الذي كان يحاول فيه محمد السادس التأكيد للمرة المليون على "مغربية الصحراء، وراح يذكّر بالمبالغ المالية التي تصرف على الأراضي الصحراوية"، وهنا يكون الملك قد أكد ما تداوله الشارع المغربي حول المصاريف التي يلتهمها الجيش الملكي المكلف بحماية الأراضي الصحراوية المحتلة، والتي تفوق بكثير ملايين الدولارات يوميا، والتي قال بشأنها ذات الشارع إنها "جاءت على حساب تنمية الأقاليم المغربية، والتهمت حصة المواطن المغربي الذي يعاني الأمرّين، الفقر من جهة والقمع المخزني من جهة أخرى". ومن جهته، أكد مصدر دبلوماسي جزائري فضّل عدم الكشف عن هويته لموقع "كل شيء عن الجزائر" الالكتروني، أن السلطة الجزائرية وجدت في خطاب الملك محمد السادس تهديدا ضمنيا، لم يلق إعجاب المسؤولين، واعتبروه في ذات الوقت اتهاما خطيرا في حق الجزائر. كما أضاف ذات المتحدث أن الشريط الوثائقي الذي تم بثه أول أمس الجمعة، عبر بعض القنوات التلفزيونية المغربية، والمتعلق بواقع اللاجئين الصحراويين على الأراضي الجزائرية، انتهاكا لمواثيق حقوق الإنسان. وعما ورد في ذات الشريط، خاصة الشهادات "المفبركة" لبعض ما أسموهم بالمعتقلين السابقين في مخيمات تندوف، قال ذات المصدر إن "السلطات الجزائرية تلاحظ عن قرب ما يحدث وما يبث عن الجزائر عبر القنوات المغربية، وخاصة ما ورد في شريط ما يسمى ب "المسيرة الخضراء"، حيث اتهموا الجزائر بفتح معتقل على أراضيها لسجن المواطنين المغربيين، تحت إشراف جبهة البوليساريو، وهذا شيء خطير لا يمكن السكوت عنه". كما طالب المصدرذاته، المغرب لتقديم دليل عن اتهامها للجزائر، بدل الخوض في معركة مضللة مبنية على الكذب و"السيناريوهات" المفبركة.