في تطور جديد لملف ضلوع وتورط بريطانيا في احتلال العراق، كشفت وسائل إعلامية بريطانية أمس عن وثائق حكومية سرية تبرز أن مشاركة لندن في الحرب على العراق لم يكن، بسبب امتلاك هذا البلد أسلحة التدمير الشامل، بل كانت من أجل التغطية لإخفاء الحقائق التي حصلت في العراق أثناء احتلاله بسبب الأخطاء المروعة التي ارتكبتها بريطانيا . وأضافت ذات الوسائل مع اقتراب موعد بدء جلسات الاستماع العلنية في التحقيق حول دور بريطانيا في احتلال العراق وما ترتب على هذا الاحتلال، أن الوثائق التي حصلت عليها تكشف عن نقاط ضعف أساسية في إستراتيجية بريطانيا تجاه احتلال العراق. مشيرة إلى أن الوثائق تتضمن مقابلات مع عسكريين عبروا عن مشاعر الإحباط والغضب من الوزراء والمسؤولين في الحكومة البريطانية. وأوضحت أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، ضلل أعضاء البرلمان والشعب البريطاني عندما ادعى بأن هدف بريطانيا من الحرب على العراق كان نزع أسلحته وأنه ليس هناك تخطيطا لعمل عسكري، في حين أثبتت الدلائل، أن الجيش البريطاني بدأ بالتخطيط لغزو شامل في فيفري 2002 . ولفتت إلى أن الوثائق تضع بيانات بلير أمام البرلمان وأثناء فترة الإعداد لغزوالعراق موضع شك، مشيرة إلى أنه في 16 جويلية عام 2002 ووسط تخمينات إعلامية متزايدة عن دور بريطانيا المستقبلي في العراق، كان رد بلير حول إمكانبة مشاركة بلاده في احتلال العراق، بعدم دخول بريطانيا في أي عمل عسكري محتمل في العراق . كما أن بلير وعند تقديمه للملف سيئ السمعة عن أسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق خلال عام 2002 أوضح للبرلمان فيما يتعلق بأي خيارات عسكرية قائلا :" نحن لسنا في مرحلة تحديد تلك الخيارات لكن بالطبع من المهم في حال وصولنا إلى تلك النقطة أن نقوم بأكمل مناقشة ممكنة لهذه الخيارات". ونوهت الوسائل الإعلامية البريطانية، إلى أن الوثائق تتضمن أيضا رزمة من النسخ الحرفية عن مقابلات أجريت مع ضباط بعد عودتهم مباشرة من العراق، حيث وجهوا انتقادات لاذعة لإخفاقات الحكومة وأداء وزارتي الدفاع والخارجية التي أنشأت وحدة التخطيط لما بعد احتلال العراق في عام 2003 أي قبل 3 أسابيع فقط من بدء العدوان . يذكر أن رئيس الحكومة البريطانية الحالي جوردون براون، أعلن في جوان الماضي عن هذا التحقيق "المستقل" الذي تطالب به عائلات الجنود والمعارضة منذ فترة طويلة وقد تم فتحه رسميا في أواخر جويلية الماضي.حيث أنه من المتوقع أن تسلم اللجنة تقريرها النهائي في أواخر 2010 واستمعت حتى الآن إلى معظم اسر الجنود البريطانيين، الذين قتلوا في العراق.