كشفت مصادر من داخل المجلس الشعبي البلدي لبلدية البوني، أكبر بلديات ولاية عنابة، أن الوصاية ألغت المصادقة على مداولة تمويل ودعم الجمعيات الثقافية والنوادي الرياضية، بعد الفضيحة التي فجرتها الأسبوع الماضي "الأمة العربية" بخصوص "تورط 4 منتخبين في تحويل حصة الأسد من الغلاف المالي المرصود للجمعيات النشطة بإقليم البلدية، إلى حسابات أنديتهم الرياضية التي يديرونها، ضاربين بقوانين الجمهورية عرض الحائط ومتنصلين من كامل مسؤولياتهم الأخلاقية والإدارية لصرف الهبات بطرق ملتوية وغير شفافة". وأشارت المصادر التي تحدثت إلى الجريدة، إلى أن والي الولاية أمر بفتح تحقيق إداري معمّق مع المنتخبين أصحاب النوادي الرياضية، الذين وجهت لهم اتهامات خطيرة تتعلق بمغالطة رئيس المجلس البلدي والضغط عليه ل "توزيع حصة الإعانات المالية بطريقة غير عادلة، منحت لجمعياتهم الحظوة والأفضلية، رغم النتائج الهزيلة التي سجلتها النوادي الرياضية التي يسيرونها"، والأمر يخص كلا من المنتخبين التالية أسماؤهم: أحمد حضري أمين المال في النادي الترجي الرياضي لسيدي سالم، وعواشرية أحمد عضو المكتب التنفيذي لنادي أسرة سريع مدينة البوني، ولوكيل سليم عضو المكتب التنفيذي لنادي بونة "أتليتيك كلوب"، وكذا عز الدين سيساوي عضو المكتب التنفيذي لنادي الترجي الرياضي سيدي سالم. وتوعّد الرجل رقم واحد في الهيئة التنفيذية بعنابة، بإحالة ملفات هؤلاء المنتخبين على الجهات القضائية في حالت ثبوت تورطهم. وحسب ما جاء في التقرير الناري الذي تحتفظ "الأمة العربية" بنسخة منه، من جملة التقارير التي رفعها الغاضبون على "ممارسات المنتخبين الأربعة" ووقعه النادي الرياضي الهاوي لجيل مستقبل سيدي سالم: "إننا مصدومون من هذا التقسيم غير العادل الذي لم يعتمد على أي مقياس أو أساس... فلا درجة المنافسة ولا عدد الفروع ولا النتائج المسجلة من طرف هذه النوادي، تم أخذها بعين الاعتبار"، وتساءل التقرير المؤشر بختم وتوقيع رئيس النادي الناشط في القسم الجهوي الأول. السيد أيمن محمود: "كيف يحصل نادي أسرة سريع مدينة البوني الذي يعتبر المنتخب أحمد عواشرية عضو مكتبه التنفيذي، مثلا، على مبلغ 110 مليون سنتيم، وهو يلعب في القسم الولائي الذي لم تنطلق بطولته بعد، رغم أن الولاية قد تكفلت بحقوق انخراط النوادي في البطولة الولائية، مع استفادته من غلاف مالي معتبر ضخته في حسابه مديرية الشباب والرياضة. ولأن نشاطه مقتصر على منافسة محلية داخل الولاية، فإن هذا النادي معفى من مصاريف النقل والإطعام والإيواء ومنح الإمضاء وعلاوات المقابلات، ومع ذلك حظي بالحظوة والاهتمام والأولوية؟". واتهم أيمن محمود في ذات البيان، رئيس نادي سريع البوني بوشارب رضوان بتقديم "معلومات مغلوطة ومزيفة إلى أعضاء المجلس البلدي حول النتائج المحققة وعدد الممارسين، ليتمكن من الاستحواذ على حصة مالية ضخمة". وطالب محرر العريضة الاحتجاجية الموجهة حينها إلى السلطات الولائية ووزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين يزيد زرهوني، بالتدخل العاجل لإبطال مفعول "القنبلة التي تهز مجلس إحدى أكبر بلديات الوطن، وفجرت غضب الجمعيات والنوادي ونشطاء المجتمع المدني". وحسب المصادر ذاتها، فإن مسؤول الجهاز التنفيذي ممتعض من "الطريقة السلبية التي يسير بها المال العام الذي يذهب لغير مستحقيه"، ما جعله يأمر المصالح المكلفة بالمهام الرقابية بالتحرك الفوري وتشكيل لجان تحقيق تباشر مهامها بمجرد إخطارها بفضائح نهب المال العام والتلاعب بممتلكات الدولة.