أعرب عدد كبير من اللاعبين الجزائريين الشباب الذين ينشطون في أوروبا، عن رغبتهم في ارتداء قميص بلدهم الأصلي الجزائر بعد تألق المنتخب الأول وتأهله إلى كأسي أمم إفريقيا والعالم بمجموعة من المحترفين، ويأمل لاعبون من ثماني سنوات إلى عشرين اللعب لمنتخبات الجزائر في فئات الناشئين والشباب والأولمبيين استعدادا لحمل ألوان المنتخب الأول بعد سنوات، وتراجع إقبالهم على منتخب فرنسا التي يحمل معظمهم جنسيتها. ويوجد بديل من الآن لكل من رفيق صايفي (34 سنة) وقائد المنتخب يزيد منصوري (33 سنة) والمدافعين سليمان رحو (34 سنة) وسمير زاوي (32 سنة). ويوجد في الانتظار شباب لامعون، بينهم سفيان فوغولي (غرنوبل) ورياض بودبوز (سوشو) وينيس طافر (ليون) والثلاثة أولمبيون فرنسيون حاليا وسبق أن أعربوا عن استعدادهم لتقمص ألوان الجزائر في حال دعاهم المدرب، وهو ما سيكون بعد نهائيات أمم إفريقيا أو بعد المونديال على أبعد تقدير، لأنهم نجوم من المستوى العالي. وحضر إلى معسكر منتخب الجزائر الذي يجري حاليا في تولون بالجنوب الفرنسي، الموهبة الصاعدة سفيان أهل الشيخ البالغ من العمر ثماني سنوات، مع والدته صبرينة وتحدث مع لاعبي المنتخب ومع المدرب رابح سعدان عن سعادته بتأهل المنتخب وأمانيه في أن يحمل ألوانه مستقبلا، وقال سفيان: "سألعب للجزائر وسأجتهد لأصبح لاعبا كبيرا.. أحب ميسي وزياني وأريد أن ألعب في برشلونة ومنتخب الجزائر". وحمل الطفل الذي كان يرتدي الزى الجزائري كرة وقدم عروضا شيقة للاعبين والصحافيين الحاضرين على الطريقة التي كان يقدم بها أسطورة كرة القدم العالمية دييجو أرمندو مارادونا استعراضاته حين كان صغيرا، وقالت صبرينة والدة سفيان إن ابنها تابع كل مباريات المنتخب الجزائري وكان مشجعا بامتياز وأكدت أن عدة أندية كبيرة تريد ضمه من الآن، وهو حاليا ينشط في نادي "بولنوي" بالضاحية الباريسية. وحضر الطفل الجزائري الموهوب إلى معسكر المنتخب بمبادرة من قناة الجزيرة الفضائية التي تنتج حوله فيلما سيبث قريبا على قنواتها. وسبق لأربعة لاعبين جزائريين أن التقوا في منتخب فرنسي واحد بفئة الأشبال ونالوا كأس العالم، وكان بينهم نجما المنتخب الجزائري حاليا مراد مغني (لازيو روما) وحسان يبدة (بورتسموث الإنجليزي). ويلعب لمنتخب فرنسا الأول حاليا كريم بن زيمة وسمير ناصري، وسبق لهما أن لعبا لكل الفئات العمرية للمنتخب الفرنسي وهما يحملان جنسية مزدوجة جزائرية وفرنسية مثل عشرات، وربما مئات من اللاعبين الآخرين المنتشرين في أندية أوربية من مختلف المستويات. وفي حالة ناصري وبن زيمة كما في حال زين الدين زيدان وكمال مريم قبلهما، لم يكن الاختيار واردا على اعتبار أن الجزائر لم يسبق أن طلبت خدماتهم، فنشأوا بالمنتخبات الفرنسية لمختلف الفئات. وينتظر أن يكون لزيارة زين الدين زيدان لمعسكر منتخب الجزائر واهتمامه الكبير بهذا المنتخب وتقديمه نصائح وتشجيعه له في أمم إفريقيا والمونديال، مفعوله الكبير على أجيال من المغتربين الجزائريين الموهوبين في أوروبا وسيكون منتخب بلدهم الأصلي الهدف الذي يتنافسون على بلوغه، وهو شعور يعود لأول مرة منذ عشرين عاما حين كان خيرة اللاعبين المحترفين من أمثال مصطفى دحلب وجمال زيدان ونور الدين قريشي وفوزي منصوري وكريم ماروك وعبد الغني جداوي وآخرين، يتصارعون على مكان في المنتخب الجزائر، وحين رفض مدافع موناكو السابق عبد الله مجادي اللعب لمنتخب فرنسا وفضّل عليه منتخب الجزائر، فلعب لفرنسا بديله في موناكو أموروس. كل هذا الزخم الذي يحيط منتخب الجزائر الحالي في أوساط الجالية بفرنسا وأوربا عموما، صنعه كريم زياني وعنتر يحيى ومجيد بوڤرة وكريم مطمور ويزيد منصوري ونذير بلحاج، وكل الذين التحقوا بالمنتخب بعدهم كمراد مغني وحسان يبدة وعبد القادر غزال، وتحول هؤلاء بفضل تألقهم وتأهلهم في الدور الأول على حساب المرشح الأول السنغال، وفي الدور الثاني على حساب المرشح الأول منتخب مصر بطل إفريقيا مرتين متتاليتين، إلى أبطال يقودهم البطل الكبير رابح سعدان.