أحبطت مصالح الدرك الوطني بولاية تلمسان، أول أمس السبت، عملية تهريب ما يعادل 1660 خرطوشة صيد عيار 16 حاولت بارونات المخدرات تهريبها إلى الجزائر من أجل الوقوف في وجه عناصر الأمن، كما تمكنت من استرجاع 3 أطنان من الكوابل النحاسية وسيارتين من النوع الخفيف، وذلك على مستوى الحدود الغربية، بالإضافة إلى توقيف خمسة مهربين. كشف قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بتلمسان المقدم بوخبيزة نور الدين، عن حجز 1660 خرطوشة صيد عيار 16 وحوالي 03 أطنان من الكوابل النحاسية، زيادة على سيارتين تم بموجبها توقيف 05 أشخاص. وأوضح المقدم بوخبيزة خلال ندوة صحفية نظمها، أول أمس السبت، في إطار الخرجة الميدانية التي سطرتها قيادة الدرك الوطني على مستوى الحدود الغربية، أن العملية تمت إثر تنقل عناصر من الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بندرومة إلى بلدية عين الكبيرة من أجل معاينة حادث مرور وقع على مستوى الطريق الوطني رقم 98 بالمكان المسمى واد سبع، وهناك عثرت على بعض الخراطيش ملقاة على الأرض. وبعد قيامها بعملية تفتيش السيارة، وهي من نوع "كليو"، استرجعت 1660 خرطوشة صيد غيار 16، حيث تم توقيف السائق على الفور من أجل فتح تحقيق الذي بين في أولى مراحله أن الخراطيش المحجوزة تم تسريبها عبر الحدود المغربية باتجاه الجزائر من قبل بارون مغربي الذي تمكن من العبور بها إلى داخل الحدود الجزائرية، بنية نقلها إلى ولاية وهران بمساعدة من السائق الموقوف، حيث طلب منه الالتحاق بمكان تواجد السيارة على مستوى الحدود، غير أن الحادث حال دون تحقيق نواياه المتمثلة في تمويل شبكات التهريب بمختلف الأسلحة، حيث لجأت إلى استخدام السلاح في اشتباكاتها مع قوات حرس الحدود، على غرار الاشتباكات التي حدث خلال السنة الماضية 2009 والتي راح ضحيتها دركيان. وكان رئيس قسم الشرطة القضائية بالقيادة العليا للدرك الوطني جمال عبد السلام زغيدة، قد أكد في وقت سابق وجود علاقة وطيدة بين مهربي السلاح وبارونات المخدرات، رغم عدم وجود شبكات لتهريب الأسلحة بالجزائر، مشيرا إلى أن مهربي المخدرات كانوا ينشطون في مجال تهريب الأسلحة في السابق، مضيفا أن استعمال الأسلحة بات خطرا يهدد مصالح الأمن في تحقيق أهدافها وتوقيف عصابات التهريب. على صعيد آخر، تمكنت المصالح نفسها خلال عملية المداهمة التي شنتها عبر الإقليم التابع لاختصاص الدرك الوطني بتلمسان، والتي دامت 24 ساعة، من تعريف 1067 شخص وأزيد من 400 مركبة من مختلف الأحجام، إضافة إلى حجز حوالي 3 أطنان من الكوابل النحاسية تم إخفاؤها في إحدى المشاتل باستعمال الخضر "بصل" في محاولة لتمويه مصالح الأمن، لتفوق بذلك كمية النحاس المحجوزة خلال سنة 2009 ما يعادل 12 طنا. هذه الكميات الكبيرة من النحاس، تستغل حسب الجهات المختصة في إعادة التصنيع من أجل تحويلها إلى أقفال سراويل الجينز أو بيعها في أسواق الخردة، ومنها ما يصدر إلى إسرائيل من أجل صناعة الرصاص. وأكد قائد الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بمغنية، الرائد درقاوي، في حديثه عن تقنية الكشف عن هوية المجرمين التي تتم عن طريق استعمال جهاز الكشف عن البصمات "أفيس"، أن هذا الجهاز مكن قوات الدرك خلال السنة الفارطة من تحديد هوية 75 شخصا مبحوثا عنهم في قضايا مختلفة، منها التهريب والهجرة غير الشرعية، ومنها تلك العملية التي تم خلالها الكشف عن هوية أحد المهربين، وهو بارون المخدرات المتورط في قضية تهريب 7 قناطير من الكيف المعالج. وتبين من خلال عملية كشف الهوية، أن عملية التهريب هذه قادها إرهابي تائب مستفيد من المصالحة الوطنية قام بتزوير هويته لتمويه مختلف مصالح الأمن وتحقيق أهدافه في تمرير مختلف السموم من المغرب إلى الأراضي الجزائرية. في سياق آخر، كشفت مصالح الدرك الوطني بمغنية أن ظاهرة الاعتداء في تزايد مستمر، لاسيما تلك المتعلقة في التسبب المباشرة في حوادث المرور لأغراض شخصية، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة ما أصبح يسمى ب "المقاتلة"، وهم الأشخاص الذين يتنقلون باستمرار على مستوى المناطق الحدودية من أجل مراقبة تحركات عناصر الدرك وتزويد المهربيين بالأخبار، إلا أن مهامهم تتعدى إلى التخلص من العراقيل والأشخاص المشكوك في ولائهم للجهات الأمنية عن طريق التسبب في حوادث مرور مميتة، حيث يقومون بإخفاء الجثة وسرقة بعض الأجهزة الحساسة بالسيارة، مع نزع الرقم التسلسلي للسيارة والفرار، وبالتالي تبقى السيارة مجهولة لدى مصالح الأمن لعدم معرفة صاحبها، كما تباع الأجهزة المسروقة في أسواق الخردة.