يشكو زبائن "اتصالات الجزائر" بولايتي الطارف وعنابة، منذ نحو ثلاثة أسابيع، من الانقطاعات المتكررة لخدمات شبكة التزود بالانترنت والتي تتكرر في معظم الأحيان بصورة يومية. ورغم الشكاوى العديدة التي ملّ الزبائن من توجيهها إلى مسؤولي المؤسسة الوطنية للاتصالات دون أن تلقى جوابا شافيا، ورغم التذمر البالغ الذي يتحمّل المشتركون في الخدمة عناء التنقل من مختلف المدن والمداشر لتبليغه بأنفسهم إلى موظفي الوكالات التجارية لاتصالات الجزائر، إلا أن هذه المؤسسة تظل تعلق فشلها على مشجب "الخلل التقني الخارج عن نطاقنا"، كما حفظ ترديده مسؤولوها وموظفوها. وأمام هذه الوضعية الكارثية التي أثقلت كاهل آلاف الزبائن، تبقى عملية البحث عن منافذ خارج المتعامل التقليدي جارية إذا لم تغير "اتصالات الجزائر" ما يصفه زبائنها بالممارسات البالية. بمقر المديرية الجهوية للمؤسسة في ولاية عنابة، صادفت "الأمة العربية" جماهير غفيرة قدمت من كل حدب وصوب للاحتجاج على توالي الانقطاعات المتكررة واليومية للأنترنت التي لا يتأخرون في دفع اشتراكاتها، فيما لا تتردد المؤسسة المعنية في قطع التزود بالخدمة قبل حتى وصول الميعاد المتفق عليه بين الزبون وصاحب الخدمة، حسب ما رواه على مسامعنا كثير ممن التقينا بهم. وفي هذه الأثناء، صاح أحد المحتجين من أصحاب مقاهي الأنترنت، في وجه موظفي المديرية الجهوية، موجها لهم انتقادات شديدة اللهجة بسبب تماطلهم في معالجة مشاكل تقنية بسيطة. وفي الوجهة المقابلة، انتفض زبون آخر ضد موظفتين بسبب رفضهما المتكرر الرد على سيل المكالمات الهاتفية التي تتهاطل عليهم يوميا للمطالبة بتصليح خلل على مستوى الشركة، وبدا واضحا أن هذا الموطن من ضحايا هذا الوضع المزري. فهل تتحرك المديرية العامة لتلزم مصالحها بولاتي عنابة والطارف، على احترام زبائنها وخدمة مشتركيها بجدية واهتمام، بدل اللامبالاة التي تطبع التعامل اليومي معهم؟