هل يمكن أن تغيب نكهة الفريق الوطني عن أي وجبة وطنية؟ سواء أكانت "بالفريت أوملات" التي صارت قوت "الزوالية"، أو قهوة حليب الصباح أو حتى كبشا مشويا لأصحاب المعالي. غاب كل شيء، واختفت الاحتجاجات والبطالة في خبر كان، الرشوة والفساد، سقطتا من وجبات الجزائريين بقذفة يحيى، ورأسية حليش وركلة بوڤرة، لذا الكل سائر إلى الأمام ولأول مرة يتساوى الشعب الجزائري بمختلف أطيافه، عراته وحفاته، مع الذين يتدثرون بفرو الثعالب الأوربية ويتلذذون بنهش اللحوم الآدمية. الكل سواسية كأسنان المشط أمام وجبة، خفيفة كانت أو ثقيلة، بالفريق الوطني حتى ولو كانت، كأس لبن بالشعير، أو زجاجة نبيذ بخروف مشوي. فمنذ اكتشفنا أن لنا فريقا وطنيا لكرة القدم لم يعد وزيرنا للصحة يشكو هجوم الخنازير، سواء تلك التي تعلقت بفضيحته حين كان وزيرا للبطاطا وبعض مشتقاتها، أو حين انتقل إلى وزارة الأنفلونزا ، ولم يعد مشكل حقن أنفلونزا الخنازير مطروحا للنقاش بعد الرفض الشعبي لهذا اللقاح الذي صار محل شك. لذا، فقد سقط أنفلونزا الخنازير بحقنة كرة القدم التي تشفي من أنفلونزا الخنازير وأنفلونزا الجوع وأنفلونزا البطالة، وكل الأنفلونزا التي اجتمعت علينا في هذه البلاد حتى أنفلونزا العباد الذين لا يستحون ولهم وجه بالليل ووجه بالنهار، ووجه آخر حين تضطرب الأحوال السياسية، وليس بركات المعنى فقط من "تهنية حك الرأس" فوزراء ومسؤولين كثيرون أنقذتهم 22 قدما من القيل والقال وأسئلة أهل البرلمان الذي عودنا على النوم في العسل دوما، واستيقظ هذه المرة ليتحدث عن مائدة غذاء بتوابل "الخضرا"، لذا لا تستغربوا إن جاءكم النادل صباحا وهو يلحن بصوته عندك "قهوة حليب، قرعة حمود قهوة مواتي، بالفريق الوطني".