سيكون، مساء اليوم، ملعب شيمانديلا بمدينة كابيندا الانغولية مسرحا لمواجهة ساخنة بين المنتخب الوطني ونظيره الإيفواري برسم الدور ربع النهائي لكأس الأمم الإفريقية، حيث من المنتظر أن تكون المواجهة في غاية الإثارة ليس فقط لكون المنتخبين يسعيان بقوة للمرور إلى الدور نصف النهائي، ولكن لكونهما أيضا سيمثلان القارة السمراء في المونديال القادم، وبالتالي فإن المواجهة ستشد أنظار متتبعي الكرة المستديرة في العالم، وبالتالي فإن كل منتخب سيرمي بكل ثقله لتلميع صورته خاصة بالنسبة للخضر الدين تلقوا انتقادات لاذعة من عدة أطراف بخصوص طريقة التأهل، وهو ما يدفعهم للتأكيد على أنهم الأجدر بذلك وأن التأهل إلى كأس العالم لم يكن صدفة، وبالتالي تكميم الأفواه المصرية التي لازالت تنبح. ومن جهة مقابلة، ستحاول الأفيال الإيفوارية تصديق أغلب التكهنات التي ترشحها للتأهل إلى نصف النهائي بسهولة بالنظر إلى النجوم التي يعج بها المنتخب وفي مقدمتهم مهاجم نادي تشيلسي الإنجليزي ديديه دروغبا. ويسعى المنتخب الوطني إلى بلوغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 20 عاما أي مند الدور التي استضافتها الجزائر سنة 1990 وتوجت آنذاك بالكأس، في حين فإن المنتخب الإيفواري توج بالدورة الموالية أي سنة 1992. يتعين على المنتخب الوطني إظهار نجاعة أكبر في الهجوم في مباراة اليوم لأنها النقطة السوداء الوحيدة خلال الدور الأول، حيث لم يتمكن من الوصول إلى الشباك الا مرة واحدة وكانت أمام مالي (1/0)، في لقاء الجولة الثانية للمجموعة الأولى. وكان الهدف عن طريق المدافع رفيق حليش. هذا المؤشر هو مقلق لفريق مدعو لمواجهة إحدى أقوى المنتخبات على مستوى القارة. ففي مباراته الأولى في الدورة ضد مالاوي، أظهر خط هجوم الخضر عدم القدرة على اختراق دفاع المنافس الذي تلقى هدفين أمام أنغولا وثلاثة أهداف أمام مالي. فالخطة التكتيكية الحذرة التي تبناها المنتخب في المباراة، تركت مهاجم فريق نادي سيينا الايطالي عبد القادر غزال شبه معزول، وهو ما جعل "الخضر" عاجزين عن تشكيل الخطورة اللازمة على مرمى مالاوي وكانت له فرصا معدودة وقليلة. بدوره، أكد المهاجم غزال أن سجله التهديفي في البطولة سيبدأ أمام الأفيال، واعداً الجماهير بتقديم أفضل ما لديه في المباراة. وبرر مهاجم سيينا الإيطالي غياب أهدافه بسبب الخطة التي ينتهجها سعدان وهي اللعب به مهاجما وحيدا، ما يسهل من مهمة المدافعين في مراقبته وقطع الكرات التي يمكن أن تشكل خطورة على مرمى فريقهم. وأمام كوت ديفوار في الدور ربع النهائي، يتوجب على المدرب رابح سعدان إيجاد حلول لاختراق دفاع تشكيلة المدرب وحيد هاليلوفيتش المرصص حول الإخوة توري. "صحيح أننا نعاني من عدم الفعالية في الخط الأمامي، لكن يبدو لي أننا سنصل إلى إيجاد الحل المناسب لملء هذا الفراغ، من خلال المباريات التي لعبناها خلال هذه المنافسة ومن خلال التدريبات"، يقول المدرب سعدان. وحتى يجعل خط الهجوم أكثر فعالية، من الممكن أن يلجأ المدرب الوطني لإقحام عبد المالك زياية، حسب ما يرى الكثير من الملاحظين، خاصة وأن المهاجم السابق لوفاق سطيف الذي تعاقد مع اتحاد جدة السعودي خلال فترة الانتقالات الشتوية، أظهر فعالية كبيرة خلال مباريات مسابقتي كأس الاتحاد الإفريقي و كأس اتحاد شمال إفريقيا بتسجيله 15 هدفا، في المنافسات الإفريقية الخاصة بالأندية فقط. هذه النجاعة في الهجوم، التي جعلت منه واحدا من أكبر الهدافين في العالم حسب التصنيف الذي أعده مؤخرا الاتحاد الدولي للتأريخ و الإحصاء. وتتوفر في هداف وفاق سطيف مؤهلات وإمكانيات تجعل منه "ورقة رابحة" للمدرب الوطني، خاصة وأنه يتوجب التسجيل في المباراة ضد كوت ديفوار، إن أراد المنتخب تخطي عتبة "الفيلة" وانتزاع مكان لهم في المربع الأخير للمنافسة. غياب شاوشي عن تدريبات الخضر يزيد من فرصة غيابه عن مباراة اليوم أمام كوت ديفوار، حيث لم يتمكن من مشاركة الخضر في الحصة التدريبية التي خاضها المنتخب مساء الجمعة بكابيندا ما يجعل فرصة إقحامه اليوم ضئيلة جدا. ولم يشارك الحارس الأول للخضر في تدريبات المنتخب منذ الثلاثاء الماضي سوى في 15 دقيقة في حصة الخميس بسبب معاناته من آلام في الظهر. ولم تتوقف معاناة المنتخب الوطني عند احتمال غياب شاوشي بل تعدتها إلى عدم تعافي لاعب وسط لاتسيو مراد مغني والمهاجم رفيق صايفي اللذان يبقيان خارج الحسابات. وأكد مدرب المنتخب رابح سعدان فرضية غياب حارسه شاوشي، ولاعب الوسط مغني ومهاجمه صايفي مبرزا تجهيزه لحارس مولودية الجزائر محمد الأمين زماموش ليكون في المرمى، بالإضافة إلى تجديد الثقة في لاعب بلاكبول الانكليزي عامر بوعزة الذي يسير نحو المشاركة كأساسي في ثاني مباراة له على التوالي. مقابل ذلك، قال سعدان إن لاعبه عنتر يحيى تماثل للشفاء نهائيا من الإصابة التي حرمته من اللعب في المباريات الثلاث من الدور الأول وسيشارك في اللقاء المقبل. وطالت الإصابات عدد كبير من لاعبي المنتخب حرمت بعضهم من المشاركة في المباريات السابقة مثلما هو الحال للحارس ڤاواوي والمدافع عنتر يحيى، إضافة إلى أسماء أخرى اكتفت بالمشاركة في دقائق معدودة خلال الدور الأول. أنصار الخضر ينتظرون تكرار ملحمة أم درمان ويمني الجزائريون النفس في أن ينجح سعدان في تكرار "ملحمة السودان" عندما قاد الجزائر إلى الفوز على مصر 10 في المباراة الفاصلة في التصفيات ومن ثم إلى نهائيات المونديال للمرة الاولى منذ 24 عاما. واعترف سعدان بأن فريقه لم يظهر حتى الآن بالصورة التي أبهر بها الجميع في التصفيات، مبررا ذلك بالظروف المناخية القاسية في انغولا، لكن أشار إلى أن "مستوى المنتخب في تحسن تدريجي وحرصنا في الأيام الستة التي فصلتنا عن ربع النهائي على تصحيح الأخطاء وإعادة ترتيب الأوراق حتى نكون في الموعد عند مواجهة ساحل العاج". سعدان: "سنلعب دون مركب نقص وقادرون على الإطاحة بالفيلة" "كوت ديفوار منتخب رائع يملك لاعبين محترفين في أقوى الأندية الأوروبية ويلعبون معا منذ سنوات طويلة، وبالتالي يجب أن نكون في قمة استعدادنا لمواجهته"، وتابع "المنتخب العاجي يبهر بنتائجه ولاعبيه الأساسيين وكذلك البدلاء، نقاط ضعفه قليلة إن لم تكن منعدمة، سأطلب من لاعبي فريقي الاستمتاع باللعب خلال مواجهتهم واللعب دون أي مركب نقص، وإذا سارت الأمور مثلما نريد فإننا قادرون على الإطاحة بهم". مدرب كوت ديفوار: "نقطة قوة الجزائر هي وسط الميدان واللعب المتناسق" ويملك المنتخب الوطني خط وسط قوي بقيادة صانع الألعاب كريم زياني والقائد يزيد منصوري وحسن يبدا ومغني، إلى جانب قطبي الدفاع رفيق حليش ومجيد بوڤرة، وشدد مدرب كوت ديفوار البوسني الأصل الفرنسي الجنسية وحيد خليلودزيتش على قوة خطي الوسط والدفاع في المنتخب الجزائري، وقال: "الجزائر منتخب يستحق الاحترام وللتذكير، فهو أقصى مصر من التأهل إلى المونديال، ستكون مواجهته صعبة وقوية لأنه يلعب بطريقة منظمة ومتضامنة مع تكتل كبير في خط الوسط". ولن تخرج المباراة عن الندية والإثارة التي تطبع دائما مواجهة المنتخبين، حيث سبق وأن التقيا 18 مرة، فازت كوت ديفوار 6 مرات والجزائر 5 مرات وتعادلا 7 مرات. والتقى المنتخبان 4 مرات حتى الآن في الدور الأول للعرس القاري، وفازت الجزائر مرتين بنتيجة واحدة 3/0 عامي 1968 و1992 عندما توجت بلقبها الوحيد في السنغال، وردت التحية الجزائر مرة واحدة بالنتيجة ذاتها عام 1990، وتعادلا 1/1 عام 1988. كالو: "المنتخب الجزائري فريق قوي ومنظم، لكننا سنتأهل" أكد مهاجم منتخب كوت ديفوار وفريق تشيلسي الإنجليزي سالومون كالو على ثقته القوية بقدرة الأفيال، على تخطي عقبة المنتخب الجزائري في المواجهة التي ستجمع بينهما مساء اليوم. وقال كالو في تصريحات لوكالة الأنباء الأنغولية: "الجزائر فريق جيد ولكنني أرى منتخب بلادي هو الأقرب للتأهل إلى الدور نصف النهائي بالبطولة". وبرر كالو صاحب ال 24 عاما، ثقته بقدرة المنتخب الإيفواري على التأهل في أن فريقه أفضل من منتخب "ثعالب الصحراء" نظراً لإمتلاكهم العديد من اللاعبين المحترفين في أقوى الدوريات الأوروبية، وأضاف: "نعلم جيداً أن الجزائر فريق قوي ومنظم ولكننا أيضا نمتلك لاعبين قادرين على حسم المباراة لصالحنا". ومن جانبه، قال لاعب الوسط ديديه زوكورا والمحترف في صفوف فريق إشبيلية الإسباني: "سنثبت أننا الأفضل والمرشح الأقوى للفوز باللقب وبأننا قادرون على هزيمة أي فريق مهما كان حجمه"، واختتم زوكورا تصريحاته قائلاً: "الجميع عازم على هزيمة الجزائر لأننا نعلم جيدا أنها طريقنا الوحيد للتأهل للدور نصف النهائي ومن ثم الاقتراب من حصد اللقب".