يبدوأن فوز زعيم المعارضة "يانوكوفيتش" الموالي لروسيا، في الانتخابات الرئاسية التي جرت في السابع من الشهر الجاري، كان بمثابة صفعة قوية وجهت للغرب ولواشنطن، حيث جاء يانوكوفيتش إلى السلطة في أوكرانيا، ليمحو آثار الضربة الموجعة، التي لحقت بموسكو، نتيجة الثورة البرتقالية " المدعومة من الغرب عام 2004، وذلك لإضعاف روسيا في المنطقة، هذه الأخيرة التي أعربت عن ارتياجها لفوز حليفها في الانتخابات الأوكرانية، لا سيما بعد سنوات من التوتر كاد يصل إلى حد المواجهة العسكرية مع دولة تعتبرها موسكومن بين مناطق نفوذها . الإعلان عن فوز الحليف المقرب لروسيا، زعيم المعارضة فيكتور يانوكوفيتش بالانتخابات الرئاسية الأوكرانية، يعتبر انتقاما روسيا للضربة التي لحقت بها إبان الثورة البرتقالية المدعومة من الغرب في عام 2004 خلال مجيئ أعداء موسكو إلى السلطة في أوكرانيا، الدولة السوفيتية السابقة. إذ كانت السلطات الأوكرانية أعلنت عن فوز زعيم المعارضة الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش بالانتخابات الرئاسية التي جرت في السابع من الشهر الجاري، بعد حصوله على 48,95 بالمائة من أصوات الناخبين، مقارنة ب 45,47 بالمائة من الأصوات لرئيسة الوزراء يوليا تيموشينكو. فبعد سنوات من الوعود التي لم تتحقق، أطاح الناخبون الأوكرانيون بزعيم الثورة البرتقالية فيكتور يوتشينكوالمدعوم من طرف الغرب، والذي خرج من الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة التي أجريت في جانفي 2010، والحال ذاته مع شريكته يوليا تيموشينكو، التي انهزمت أمام، حليف روسيا فيكتور يانوكوفيتش، في هذه الانتخابات الرئاسية. حيث أن الشعب الأوكراني، صوت لصالح زعيم المعارضة، بعدما لم يلمس أي تحسن في الظروف الاقتصادية، لا سيما عدم توفير فرص عمل وزيادة نسبة من يعيشون دون خط الفقر إلى 37 في المائة من السكان، الأمر الذي جعله ينحاز إلى المعارضة . كما أن ظهور تقارير إعلامية، أكدت أن "الثورة البرتقالية " التي جاءت بتحريض من الغرب وواشنطن لكسر شوكة موسكو عام 2004 لم تأت استجابة للشعب، بل حركتها أياد خفية "أموال المنتفعين" من رجال أعمال الداخل ورجال مخابرات الخارج . حيث كشفت تلك التقارير أن الثورة البرتقالية وصلت بتمويل بعض رجال الأعمال المناوئين للنظام القديم للحفاظ على مصالحهم، وليس حبا في الديمقراطية أوفي ازدهار الشعوب، لتدخل أوكرانيا بعدها في دوامة الفساد، والأخطر من هذا كله كانت منهوبة، وسط عجز من الرئيس يوتشينكو عن مواجهة الفساد المستفحل . انتصار زعيم المعارضة الأوكرانية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، كان صفعة قوية وجهت لأوباما، حيث وقفت واشنطن عاجزة أمام فوز حليف روسيا في هذه الانتخابات ولم تستطع فعل شيئ، بسبب موقفها المتأزم في الدول العربية والإسلامية التي تحتلها، باسم الديموقراطية وحقوق الإنسان، لا سيما أفغانستان، حيث منيت قواتها بخسائر فادحة،ما جعلها تحاول شراء ذمم الطالبان مقابل وقف همجاتهم .