يحتضن عشية اليوم ملعب 5 جويلية مباراة ودية هامة للمنتخب الوطني أمام نظيره الصربي في إطار تحضيرات المنتخبين لنهائيات كأس العالم المقبلة بجنوب إفريقيا، حيث يسعى الناخب الوطني سعدان إلى تحقيق المزيد من الانسجام في اللعب بين الخطوط الثلاثة ومحاولة تصحيح الأخطاء التي سطرها خلال مباريات كأس أمم إفريقيا الأخيرة بأنغولا، وأهمها الفعالية الهجومية التي كانت النقطة السوداء الوحيدة لدى الخضر، وبقدر ما يبحث سعدان عن تقديم أشباله لأداء في المستوى خاصة أمام الحضور الجماهيري الغفير المرتقب، فإنه يريد تسجيل نتيجة إيجابية يرفع بها معنويات اللاعبين ويرضي الأنصار وكذلك تسمح للمنتخب الوطني بتسلق سلم ترتيب المنتخبات العالمية مجددا. وبالنظر إلى الكم الهائل من التذاكر التي بيعت في وقت قياسي، فإنه من المنتظر أن تمتلئ مدرجات ملعب 5 جويلية عن آخرها، حيث يتعطش أنصار الخضر لرؤية النجوم التي صنعت أفراح الجزائر عن كثب، غير أن اللاعب الذي سيخطف كل الأضواء سيكون من دون شك نجم نادي راسينغ سانتاندر الإسباني مهدي لحسن الذي سيكتشف بدوره أجواء ملعب 5 جويلية والجمهور الجزائري لأول مرة، ولذلك فإنه متحمس لمعايشة تلك اللحظات وتقديم أفضل ما يملك لإسعاد هؤلاء الأنصار الذين ظلوا يساءلون عن قضيته منذ أن استدعاه الطاقم الفني لحمل ألوان الخضر، حيث عاش الشارع الجزائري حالة كبيرة من "السوسبانس" على وقع الإشاعات التي تداولتها مختلف وسائل الإعلام حول مجيئه من عدمه. نقص المنافسة والإصابات.. هاجس سعدان ويواجه المدرب سعدان مشكلة من نوع آخر وهي نقص المنافسة لدى أغلب اللاعبين المحترفين بسبب تهميشهم من طرف المدربين في نواديهم على غرار صانع العاب فولسبورغ الألماني كريم زياني حيث أن هذا الأخير لم يشارك مع فريقه منذ شهر ديسمبر 2009 وهوما يشكل مصدر قلق لدى الطاقم الفني، إضافة إلى ذلك فإن الإصابة أصبحت الهاجس المخيف أيضا، فالقائمة لا تزال في اتساع وتضم أحسن العناصر على غرار حليش، ڤاواوي، مغني، بوقرة وعنتر يحي، وأكثر ما يتخوف منه سعدان هواستمرار هذه الوضعية إلى غاية بداية المونديال. ولذلك فإنه كان مضظرا إلى الاستنجاد بالمزيد من اللاعبين سواء المحليين أوالمحترفين من أجل تفادي تفاقم الأوضاع خاصة وأن موعد إرسال القائمة النهائية التي سيدخل بها المونديال بدأ يقترب. أكد المدرب الوطني رابح سعدان أن الهدف من إجرائه للمباراة الودية أمام صربيا هوقياس درجة الانسجام لدى المجموعة وكذلك فحص الأداء الفردي لكل لاعب ومقارنة مردودهم بما قدموه في كأس إفريقيا الأخيرة وتقييمه ومنه النظر كيفية تصحيح الأخطاء وتحسين الأداء. من جهة أخرى، أكد أن الخضر سيلعبون في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا دون ضغوط، لأن هدفهم الأساسي كان الوصول إلى المونديال وتم تحقيقه، مؤكدا أن مهمة الجزائر دون النظر لأي حسابات هي إمتاع الجماهير الجزائرية بالأداء الفني والبدني الراقي، وقال أيضا "كل المنتخبات التي نلعب معها في المجموعة الثالثة (إنجلترا، وسلوفينيا، وأمريكا) فرق كبيرة ولكن هدف فريقنا كان المشاركة في كأس العالم، لذا لن نلعب تحت أي ضغط لأننا حققنا هدفنا بالفعل". وتابع "الآن نملك ورقتنا التي سنلعب بها وسنضع كل الفرص لصالحنا لكي ننجح في هذا المونديال بأفضل إمكانياتنا وبدون أي ندم".