يعاني سكان بلدية بوقوس الحدودية بالطارف البالغ تعدادهم حوالي 12ألف نسمة أزمة حادة في التزود بالمياه الصالحة للشرب منذ قرابة الشهر وهي مرشحة للتفاقم أكثر في غياب أي بوادر في الأفق لإنفراج الأزمة التي نغصت عليهم معيشتهم حسبهم أمام المعاناة والمتاعب اليومية التي يصادفونها في جلب المياه من الينابيع الجبلية والأودية والآبار المهجورة ما يهدد حياتهم بخطر الأمراض المتنقلة عن طريق المياه في وقت تبقى الأزمة مرشحة للتفاقم أكثر خلال فصل الصيف المتزامن و حلول الشهر الفضيل في غياب تدخل الجهات المعنية لحل المشكلة و لو تزويدهم بالصهاريج مؤقتا ريثما يتم إيجاد الحلول للمشكلة .وذكر ممثلون عن السكان في اتصال بالنصر أن أزمة المياه بلغت ذروتها هذه الأيام وباتت هاجسهم اليومي ما ينذر حسبهم بصيف استثاني في ظل تزايد الطلب على هذه المادة الحيوية ،مشيرين بأنه من المفارقات العجيبة التي لم يجدوا لها أي تفسير أن البلدية يتواجد بها سدين اثنين يزودان مختلف مناطق الولاية ومدينة عنابة المجاورة بمياه الشرب في وقت يعانون فيه هم من العطش و شراء هذه المادة بألف دينار للصهريج من باعة المياه أو لجوء آخرون إلى كراء سيارات نفعية لجلب المياه من الأماكن البعيدة لسد حاجياتهم اليومية . في المقابل أعترف رئيس البلدية أن البلدية تعاني من أزمة كبيرة في التزود بمياه الشرب ، مشيرا بأنه قام بتوجيه مراسلات و إخطار كل الجهات المعنية لإيجاد الحلول العاجلة لهذه المشكلة التي وصفها «بالعويصة « قبل تفاقم الأمور، مضيفا بأنه من غير المعقول أن البلدية التي تحتضن سدين من أهم السدود وطنيا تزود مناطق أخرى وسكانها عطشى على مدار العام و أوضح المتحدث أن شركة المياه والتطهير تتوفر فقط على 3 صهاريح منها واحدة معطلة، لا تكفي لسد العجز من هذه المادة على اعتبار أن البلدية تبقى بحاجة على الأقل إلى 60صهريجا يوميا لتلبية حاجيات السكان من المياه .وما زاد بحسب المسؤول من حدة الأزمة توقف أشغال تجديد القناة الرئيسية من سد ماكسة نحو مقر البلدية على مسافة 20كلم والتي كان وزير الموارد المائية قد أعطى إشارة انطلاق أشغالها نهاية العام الماضي بسبب تنازل المقاولة على المشروع لأسباب مجهولة وهو المشروع الذي كان من شانه إنهاء المشكلة المطروحة في التزود بمياه بالشرب أمام اهتراء القناة الرئيسية الحالية بنسبة 100بالمائة و التي باتت غير صالحة وعمليات إصلاح التسربات اليومية بها باتت غير مجدية و طالب المير السلطات المحلية التدخل العاجل لإيجاد حل لمشكلة العطش الني أنهكت السكان . من جهته أفاد مدير شركة المياه والتطهير لولاية الطارف أن أزمة المياه التي تعرفها بلدية بوقوس سببها اهتراء القناة الرئيسية من سد ماكسة نحو مقر البلدية والتي باتت غير صالحة تماما خاصة المقطع بين منطقة بن سبتي والحمام على طول 16كلم ،فضلا عن التوصيلات غير الشرعية للسكان التي زادت الوضعية تأزما رغم الإجراءات المتخذة لمحاربة الظاهرة و أردف المصدر بأن المشكلة في طريقها للحل نهائيا بعد استفادة البلدية من مشروع قطاعي لتجديد القنوات الرئيسية المهترئة التي تزود بلدية بوقوس الحدودية بمياه الشرب انطلاقا من سد ماكسة بطاقة 50مليون متر مكعب..