أحبطت وحدات البحرية التابعة للمجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة، في ساعة مبكرة من فجر أمس الأربعاء محاولة للهجرة غير الشرعية ، كان فوج يتشكل من 28 عنصرا قد بادر إلى القيام بها على متن قارب صيد تقليدي الصنع، و هو الفوج الذي يضم في تركيبته إمرأة تنحدر من مدينة عنابة، تبلغ من العمر 34 سنة، قررت إصطحاب صغيرها الذي لا يتجاوز عمره خمس سنوات، في رحلة على متن قوارب الموت، في محاولة للهروب من الظروف الإجتماعية القاسية التي تعيش على وقعها. و استنادا إلى خلية الإعلام بمديرية الحماية المدنية بعنابة، فإن وحدات البحرية تلقت على معلومات أولية مفادها وجود مجموعة من الشبان تعتزم القيام بمحاولة للهجرة غير الشرعية ، و هي المعلومات التي جعلت الوحدات المعنية تكثف من دورياتها الرقابية عبر الشريط الساحلي الممتد من الطارف إلى سكيكدة ،و قد تمكنت عناصر البحرية من التفطن لوجود قارب في عرض البحر، لتتكفل الوحدة العائمة " الملازم " بعملية المطاردة، حيث تم إعتراض مسار الزورق على بعد ثمانية أميال بحرية إلى الشمال من رأس الحمراء، و قد إستسلم جميع عناصر الفوج للأمر الواقع، و خضعوا لتعليمات و توصيات عناصر البحرية ، فألتحقوا دون أي رد فعل بالوحدة العائمة ، مع إسترجاع الزورق الذي كان مزودا بمحرك ميكانيكي طاقته 40 حصان بخاري، في الوقت الذي سمحت فيه عملية التفتيش بإكتشاف أربعة دلاء من البنزين و كذا ذخيرة من المواد الغذائية و الألسبة كانت بحوزة الحراقة.. و حسب نفس المصدر فإن الوحدة العائمة تكفلت بإقتياد الحراقة الموقوفين إلى مقر المحطة البحرية الرئيسية بميناء عنابة، أين تدخلت فرقة من الحماية المدنية، و تكفلت بالفحص الطبي، و الذي كشف بأن جميع الموقوفين كانوا في صحة جيدة بمن فيهم الطفل الصغير ، ليتم بعدها إحالة كل الحراقة على التحقيق الإداري، و قد إتضح بأن هذا الفوج يتشكل من 28 شخصا، من ولايتي عنابة و الطارف، من بينهم إمرأة مطلقة تقيم في حي لاكولون و صغيرها الذي لم يبلغ بعد سن الخامسة، إضافة إلى مجموعة من الشبان، تتراوح أعمارهم ما بين 19 و 34 سنة، تسعة منهم ينحدرون من أحياء سيدي سالم، جوانوفيل، بوزراد حسين و بعنابة، و سبعة من بلديتي سيدي عمار و الحجار، بينهم قدمت البقية من بلديات البسباس، الشط، بن مهيدي و الذرعان بولاية الطارف خططوا لبرنامج الرحلة بعد الإتفاق مع وسيط من حي سيدي سالم متخصص في برمجة رحلات " الحرقة "، حيث دفع كل عنصر مبلغا ماليا يتراوح ما بين 5 و 8 ملايين سنتيم من أجل حجز مكان على متن القارب، و قد إختارت المجموعة منتصف ليلة أول أمس الثلاثاء كتوقيت لإنطلاق الرحلة إنطلاقا من شاطئ البطاح،، و قد تم توقيف " الحراقة " على بعد 8 أميال بحرية إلى الشمال من رأس الحمراء، بعد رحلة بحرية دامت نحو 5 ساعات من الزمن. إلى ذلك فقد واصلت وحدات البحرية طيلة نهار أمس التحقيق مع الحراقة الموقوفين في محاولة للكشف عن هوية قائد الرحلة، قبل تقديمهم في الفترة المسائية أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة الإبتدائية، الذي قرر منحهم إستدعاءات مباشرة للمثول أمام هيئة المحكمة منتصف شهر ديسمبر القادم.