أعرب اليوم العديد من المواطنين، عن ارتياحهم لوصول شحنة اللقاح المضاد لفيروس كوفيد 19، خاصة كبار السن الذين أبدوا استعدادهم لتلقي اللقاح من أجل مجابهة مخاطر هذا الفيروس القاتل، الذي أضحى هاجس سكان العالم أينما حلّوا، حيث تمّ اتخاذ كافة الإجراءات والتدبير اللازمة لاستلام حصص اللقاح عبر المؤسسات الاستشفائية بوهران، ومن تمّ توزيع حصص متفاوتة على العيادات الجوارية. وحسبما أكدته مصادر لدى مديرة الصحة لوهران، فإنه من المنتظر أن يتم خلال الأسبوع الجاري، استلام أولى الحصص من لقاح "سبوتنيك5" الروسي، حيث أنه تم رصد سلسلة لغرفة التبريد التي أصبحت جاهزة لتخزين هذا اللقاح الذي يتطلّب حفظه أقل من 20 درجة، كما أنه يجري حاليا تحديد الحصص اللازمة، حيث سيتم مباشرة الشروع في عملية التلقيح والتي ستمس مستخدمي قطاع الصحة والحالات التي تعاني من أمراض مزمنة، لتتوسّع لكل العاملين في قوى الأمن والحماية المدنية وقطاع التعليم والأئمة والمسؤولين السياسيين والعاملين في الإعلام والذي سيكون على مرحلتين التلقيح الأول والثاني بعد مضي 21 يوما تماما. وعن طبيعة وفعالية اللقاح، فقد أوضح البروفيسور "للو صالح" رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بالمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر لوهران، أن فعالية اللقاح الجديد المضاد لفيروس كوفيد19 يكون من خلال استخدام جزء من الشفرة الجينية للفيروس وبالتالي إعطاء تعليمات اللازمة لخلايا بروتين "سبايك" الفيروسي لسارس كوفيد19 لدخول الخلايا البشرية التي يصيبها، ليقوم فيما بعد جهاز المناعة لدينا بصنع الأجسام المضادة. وعن التأثيرات الجانبية لهذا اللقاح، فقد أوضح البروفيسور "للو صالح"، أنها لقاح الحمض النووي وباعتباره، هو الأول من نوعه عند البشر، فإنه لا يمكن الحكم على الآثار الجانبية، إلا بعد انقضاء 3 أشهر من التجارب السريرية. وأشار إلى أن هناك انتقادات كبيرة من بعض المختبرات لأنه صمم هذا اللقاح في وقت قياسي، وهذا غير صحيح فقد تم التقيّد بجميع إجراءات مرحلة الاختبار، أمام الطوارئ، كما لا ينبغي أن ننسى أيضًا أن البحث لم يبدأ من الصفر، فقد بدأ بظهور فيروسات أخرى من نفس العائلة،SARS-CoV-1 في عام 2003 وفيروس كورونا في عام 2012. واستعدادا للشروع في العملية، فقد تمّ تكوين الفرق التي ستشرف على عملية التلقيح ضد كوفيد-19 بولاية وهران بمشاركة نحو ثلاثين رئيس مصلحة وأطباء أخصائيين، وكانت مديرية الصحة قد أرسلت خمسة أطباء لمتابعة تكوين على مستوى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات للإشراف على تكوين نحو ثلاثين طبيبا (أخصائيين في الأوبئة وطب العمل ورؤساء وحدات الكوفيد)، ويتعلّق الأمر بتكوين حول كيفية استعمال وتخزين ونقل لثلاثة أنواع من اللقاحات التي تعتزم الجزائر اقتناءها. ويبقى بعض المواطنين متردّدين بشأن تلقي اللقاح الخاص بفيروس كورونا المستجد، فمنهم من أبدى استعداده بتلقيه ومنهم من لا يرغبون به والبقية لم يتخذوا قرارهم بعد، لأن التلقيح لم يسبق أن أعطي للحماية ضد مرض.