تسبب الحريق الذي نشب بإحدى العمارات بحي الكميل في حدود الساعة الخامسة مساء أول أمس في إثارة حالة من الخوف والهلع وسط سكان العمارة رقم 43، الأمر الذي دفع بهم إلى الخروج للشارع خاصة بعد أن أتى الحريق على جل الكوابل الكهربائية والعدادات وأصبح أمر البقاء داخل العمارة لا يطاق بسبب الدخان، مما تسبب في عدة إغماءات وسط الشباب لعدم قدرتهم على التنفس بعد أن خرجوا جميعا في وقت واحد محدثين ازدحاما كبيرا عند المخرج الرئيسي للعمارة، ولحسن الحظ رجال الحماية المدنية أتوا في الوقت المناسب.وفي هذا المضمار عبر مختلف سكان العمارة عن تخوفهم وانفعالهم النفسي جراء هذه الحادثة التي كادت أن تودي بحياتهم بحكم خطورة انتشار الدخان بالمكان الذي يقطن به عشرات السكان من نساء وشيوخ وأطفال الذين تفاجأوا بهذا الحريق مما أدى بهم إلى الهروب إلى الخارج خوفا من أي انفجار مفاجئ. وفي المضمار ذاته عبر مختلف السكان عن تخوفهم وهلعهم إثر هذه الحادثة التي لم تسجل أي إصابات أو كوارث منزلية، غير أنها أثارت تخوفا ورعبا وسط السكان الذين هرعوا للهرب وهناك من خرج حافي الأقدام. وفي سياق ذي صلة لازال سكان هذه العمارة التي فقدت بريقها يعيشون مشاكل متفرقة كمشكل النظافة على خلفية انتشار الجرذان والحشرات والنفايات التي تنبعث منها الروائح النتنة وانعدام المياه وتعطل المصاعد التي فاقت مدة تعطلها عشر سنوات من دون تدخل الجهات الوصية لإصلاح الوضع والوقوف على حجم المعاناة التي أصبح يكابدها بالأخص سكان الطوابق العليا الذين يحملون على عاتقهم مشكلة الصعود إلى الطابق العلوي عبر أدراج العمارة في ظل غياب المصعد الذي عششت به الجرذان والنفايات المنزلية، وبالرغم من المناشدات المتكررة التي يوجهها سكان العمارة إلى السلطات المعنية غير أن مطالبهم ذهبت أدراج الرياح. ويظل السكان يتخبطون في مشاكلهم التي لم تر النور بالرغم من الإصلاحات الجذرية التي شملت مختلف العمارات التابعة للعهد الإستعماري، في حين تحذف عمارة رقم 43 من أي ترميمات أو تهيئة بالرغم من وصول العمارة إلى درجة الأسوأ خصوصا بعدما تعرض محل بيع سيارة مرسيدس الملتصق بالعمارة للإنهيار منذ قرابة سنتين ليتخبط السكان في مشاكلهم من دون حسيب أو رقيب ويبقى التهميش والإهمال لصيقين بالعمارة إلى أجل غير مسمى.