بلغت تكلفة عملية تقييم البرامج المسجلة والمخطط لها ضمن تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، 35 مليار سنتيم حسب الإحصائيات التي تحصلت عليها "الوطني"، والصادرة عن مصالح مديرية التخطيط، ويأتي هذا بعد عملية إعادة التقييم لهذه المشاريع الخاصة بالتظاهرة التي انتقلت من 28 مليار سنتيم إلى 35 مليار، بفارق يقدر بنحو 7 ملايير، وهذا خارج ميزانية الألف مليار سنتيم التي وجهتها الخزينة العمومية لتحضير التظاهرة، بحسب ما جاء في الجريدة الرسمية. وتحصلت "الوطني" على قائمة المشاريع التي تخص هذه التظاهرة الهامة التي تحتضنها تلمسان بدء من مطلع السنة القادمة، وهي مشاريع كان مخطط لها ومسجلة من طرف مصالح ولاية تلمسان، حيث تحتضن الأوعية العقارية بالكودية على مستوى المدخل الشمالي لمدينة تلمسان بالطريق الوطني رقم 22 بنايتين هامتين هما قصري المعارض، إضافة إلى مسرح الهواء الطلق بنفس المنطقة، وفي الجانب الآخر، يتم إنجاز مكتبة رئيسية بحي إمامة بلدية المنصورة التابعة للنسيج الحضري لتلمسان الكبرى، كما يتم إنجاز أروقة للمعارض، حيث تحتضن كافة النشاطات الخاصة بالعروض التشكيلية وغيرها التي تشارك بها الدول الإسلامية. وعلى صعيد آخر تجري الأشغال أيضا لإنجاز معهد الموسيقى الأندلسية، وكذا المركز الثقافي الإسلامي الذي سيكون مرفقا هاما ضمن مرافق التظاهرة، وإضافة إلى هذه المشاريع التي تم الشروع في إنجازها منذ السنة الماضية، استفادت سينما الكوليزي من عملية ترميم وإعادة تهيئة بعد سنوات من الهجرة التي تعرضت لها، كما تم تحويل المقر السابق لبلدية تلمسان إلى متحف تجري الأشغال لتكييفه مع الدور الجديد. وفي سياق متصل، أنهت السلطات المشرفة على التظاهرة عملية إزالة كافة المحلات غير الشرعية الكائنة بالقرب من المعالم التاريخية والأثرية لمدينة تلمسان، باستثناء مطعم يقع بوسط المدينة، بات يشوه المنظر الحضري لعاصمة العالم الإسلامي، ويأمل عشاق الآثار في إزالته بقرار من رئيس اللجنة الوبائية، ممثلا في شخص والي الولاية، بعدما عجزت السلطات المحلية عن اتخاذ هذا القرار. وفي نفس السياق دائما، نجحت بلدية تلمسان في إقناع تجار ساحة البشير الابراهيمي بالرحيل نحو الفضاء التجاري الجديد بشمال المدينة، لفسح المجال أمام المزيد من الفضاءات الواسعة في المدينة التي تعرف انحصارا رهيبا في الأوعية العقارية، التي يمكن أن تتسع لمثل هذه النشاطات. وكانت التظاهرة استفادت من أرصدة مالية ضخمة لم يتم تحديد رقم أخير لها بعد إلى غاية نهاية التظاهرة، وهو ما حول تلمسان إلى قبلة للصراعات التي انعكست خلال الصائفة الماضية على شكل حرب مفتوحة استهدفت العديد من الجهات.