أجمعت تحليلات المراقبين ليوم أمس، على أن العد التنازلي لنظام مبارك سيبدأ بشكل فعلي، بعد أسبوع من المسيرات الشعبية الغاضبة والمطالبة برحيل حسني مبارك. ومن المتوقع أن يعرف ميدان التحرير هذا النهار، مسيرة مليونية دعا إليها الناشطون في مختلف الحركات والتنظيمات المستقلة، ويراهن هؤلاء على المشاركة القوية في المظاهرة التي يرتقب أن تتجاوز المليون متظاهر، مما يشكل رسالة قوية للعالم والحكومات الغربية المترددة في إبداء موقف واضح ضد نظام المبارك الذي لازال يدير ظهره لمطالب الشارع . صرخات الغاضبين في ميدان التحرير لليوم الثامن على التوالي. المسيرة المليونية التي سيشهدها ميدان التحرير هذا النهار، تتزامن مع إضراب عام في كامل التراب المصري وهو نوع جديد من الإحتجاجات الشعبية، التي بدأت تميز طبيعة الغضب المصري. وعلى الرغم من تزايد المخاطر على استقرار الدولة المصرية نفسها، فان نظام حسني مبارك لازال يغض الطرف عما يحدث في الشارع، وكأنه يجري في بلد غير مصر، التي تثير الرأي العام الدولي بثورة سكانها. وفيما تواصلت التجمعات في ميدان التحرير الشهير بوسط القاهرة حيث وصل مع مساء أمس إلى ربع مليون متظاهر، عرفت المنوفية، وهي مسقط رأس الرئيس المصري حسني مبارك، مظاهرة شعبية شارك فيها 40 ألف متظاهر رددت خلالها مختلف الشعارات المطالبة برحيل حسني مبارك. وفي حي شبرا، خرج آلاف المصريين إلى الشارع مطالبين مبارك بالتنحي. وتزامنت هذه المظاهرات الغاضبة مع بدء عناصر الأمن المصري، في استعادة حركة المرور عبر عدد من أحياء القاهرة ومدن مصرية أخرى. سياسيا أدار حسني مبارك ظهره لمطالب الجماهير الغاضبة، حيث واصل المضي في سياسته الرافضة لمطالب الجماهير المصرية الغاضبة، وأعلن عن تشكيل حكومة تجاوزتها الأحداث المتسارعة، والتي تعصف ببنية النظام، حيث لم تعد تكليفات مبارك لحكومة شفيق تعني المصريين، الذين واصلوا مطالبهم وشعراتهم تحت عنوان كبير اسمه الشعب يريد إسقاط الرئيس. وعلى المستوى الخارجي، لازالت الولاياتالمتحدةالأمريكية تأمل في انتقال سلمي للسلطة، دون أن تبدي تخليها الواضح عن نظام مبارك، الذي ذكرت بشأنه صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن الحكومة طلبت من دول العالم الحفاظ على نظام مبارك. وفي جانب آخر، لازالت النشاطات الإعلامية لقناة الجزيرة العربية والإجليزية ممنوعة ، في وقت بدأت تسجيلات الأحداث تزداد بشكل غير مسبوق . ومن جهة أخرى، لازالت وسائل الإعلام الرسمية في مصر،تمارس تعتيما كبيرا على مجريات الأحداث، مما جعل الشارع المصري يصرخ منددا بسياستها غير الشعبية في الكثير من المسيرات، التي نقلتها فضائيات عربية وأجنبية .