واصلت الحركات والقوى السياسية المعارضة بمصر حشد أنصارها في ميدان التحرير بقلب القاهرة، استعدادا لمسيرة مليونية غاضبة غدا الثلاثاء تطالب الرئيس حسني مبارك بالتنحي عن السلطة. ودعت حركة 6 أبريل عناصرها وجميع المواطنين للتدفق على القاهرة، بينما تحركت السلطات المصرية على صعيد معاكس بوقف حركة القطارات داخل القاهرة ومع المحافظات لمنع وصول المحتجين إلى وسط العاصمة، في سابع أيام الغضب. وقد بدأت بالفعل أمس مسيرات شارك بها نحو عشرين ألف متظاهر انطلاقا من شارع رمسيس باتجاه ميدان التحرير، للانضمام إلى المحتجين. وتخللت تلك المظاهرة، كما ذكر شهود عيان، اشتباكات بين المحتجين وآخرين يرفعون صورا للرئيس مبارك ولافتات تؤيده. كما قال متظاهرون إن المسيرة المليونية هي المرحلة الأخيرة قبل إعلان عصيان مدني شامل. وذكر الصحفي محمود جمعة أن قوات الجيش أحكمت الطوق حول القاهرة، لكنها تمنع المترجلين من الوصول إلى ميدان التحرير أو الخروج منه في أوقات حظر التجول فقط. وفيما وصفت بأنها محاولة للحد من اتساع نطاق الاحتجاجات وتحولها إلى مسيرة مليونية، بدأ الجيش تعزيز وجوده في ميدان التحرير مستعينا بقوات من الشرطة التي غابت مؤخرا عن معظم الأنحاء وسط حالة من الانفلات الأمني. وفرضت السلطات قيودا على استخدام الإنترنت، وعرقلت اتصالات المتظاهرين المحتشدين الذين وصل عددهم حتى ظهر أمس بميدان التحرير، طبقا لبعض التقديرات، إلى أكثر من ربع مليون وسط توقعات بارتفاع العدد. وقال ناشط بميدان التحرير للجزيرة إن المعتصمين يشكلون حاليا بأجسادهم كلمة "ارحل" في إشارة إلى الرئيس مبارك، مشيرا إلى أن القيادات الحزبية والسياسية المعارضة تواصل حشد أنصارها بميدان التحرير. وأضاف "الأمور تتصاعد بشكل متتال". بدورها نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد المتظاهرين أن الدعوة للإضراب العام والمسيرة المليونية انطلقت الليلة قبل الماضية من ميدان التحرير، للانضمام إلى الإضراب العام الذي بدأ من السويس. في مقابل ذلك، أشار صحفيون وناشطون للجزيرة نت إلى أن الدعوة للإضراب قد لا تلقى استجابة واسعة, نظرا لعدم نشرها بسبب قطع الإنترنت ووسائل الاتصال عن المحتجين.