المتظاهرون يهدّدون بمحاصرة القصر الرئاسي إلى غاية سقوط مبارك رجعت أمس قوات الأمن المصرية إلى الشوارع والمدن الكبرى، حيث شوهد عناصرها في الطرقات والشوارع الكبرى وهم يسيرون حركة المرور، غير أنهم تجنبوا وقوع أي احتكاك مع المتظاهرين الذين واصلوا التوافد إلى ميدان التحرير وسط القاهرة متحدين حظر التجول لليوم السابع على التوالي، مع التمهيد لمسيرة "مليونية" اليوم، في حين التزم أفراد الجيش بنفس الموقف المحايد واكتفوا بالمراقبة من بعيد والتموقع في مناطق إستراتيجية والإطلاع على هويات المارة. وتحدثت بعض المصادر عن تجمع أكثر من مائة ألف شخص في الساحة الرئيسية في الإسكندرية، وربع مليون شخص آخر بميدان التحرير في حين ذهب البعض إلى التأكيد بأن العدد وصل لأربعمائة ألف متظاهر، كما شهدت العديد من أحياء شبرا والجيزة والدقي والمعادي بالقاهرة مظاهرات مماثلة للمطالبة برحيل الرئيس، وذلك في انتظار المسيرة "المليونية" التي وعد بها جموع المحتجين اليوم في القاهرة وباقي المدن والمحافظات الكبرى، وذلك في تحد واضح لقرار مبارك تشكيل الحكومة الجديدة التي أدى أعضاؤها القسم الدستوري أمس، ومن المنتظر أن تتجمع اليوم أعداد هائلة تقدر بعشرات أو مئات الآلاف رغم إعلان السلطات عن قرارها بوقف حركة القطارات في كامل البلاد في محاولة لمنع التنقل الجماعي للمتظاهرين إلى العاصمة وبقية المدن الكبرى خاصة مع تقديم ساعة سريان حظر التجول إلى الساعة الثالثة بعد الظهر بدل الرابعة بقرار من مبارك باعتباره الحاكم العسكري كما أعلنه التلفزيون الرسمي، كما تم إطلاق دعوة لإضراب عام إلى غاية سقوط مبارك ومحاكمته كما تطالب بعض الأطراف، وهو ما يعتبر تصعيدا من المحتجين لحمل حسني مبارك على التنحي من كرسي الرئاسة وتحقق مطالبهم لإحداث تغييرات سياسية واقتصادية شاملة، وذلك قبل التوجه يوم الجمعة المقبل نحو القصر الرئاسي للاعتصام هناك حتى سقوط النظام كما أكده العديد من الشباب لوسائل الإعلام المختلفة، كما لم يلتزم المتظاهرون بحظر التجول أمس كذلك بينما حلقت فوقهم عصرا طائرات حربية اعتبر بعضهم أنها تحاول تخويفهم.ونددت أمس شعارات المتظاهرين الذين انضم إليهم الأطباء والمحامون بشدة بالتشكيلة الحكومية الجديدة التي ضمت عددا من الوزراء أعضاء الحكومة المُقالة، وانتشرت الكتابات المناوئة لمبارك في كل مكان وحتى على ظهر آليات الجيش، وهو نفس الحال الذي شهدته المدن الكبرى خارج القاهرة، حيث وردت أنباء عن تظاهر الآلاف في كل من المنصورة ودمنهور والإسكندرية، وأكد شهود أن مدينة بني سويفجنوبالقاهرة شهدت تظاهر خمسين ألف شخص، و أربعون ألف آخرون بالفيوم. وأوردت العديد من وكالات الأنباء تسجيل رجوع الأمن تدريجيا إلى مختلف أرجاء البلاد مع تعزيز الجيش لوجوده، وكذا شروع عناصر الشرطة في الانتشار منذ مساء أول أمس للحفاظ على أمن الأشخاص والمواطنين بعد انسحابهم دون سابق إنذار في الأيام الأولى من الاحتجاجات، وقد أعلن التلفزيون المصري أول أمس أن عناصر الشرطة سينضمون إلى الجيش في حفظ الأمن دون التعامل مع المتظاهرين، في وقت أشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن الحصيلة وصلت إلى 125 قتيلا وآلاف الجرحى .