عاشت وهران فجر أمس مجزرة حقيقية راح ضحيتها ثلاثة أفراد من عائلة واحدة، ويتعلق الأمر بالأم المدعوة "قدور.حنان" البالغة من العمر 22 سنة وابنتها الرضيعة "سارا" التي لم تكمل شهرها السادس ورب العائلة. الحادثة التي تكاد توصف بمجزرة إرهابية، تبقى قيد التحقيق من قبل مصالح الأمن، حيث لم تحدد هوية القاتل مرتكب الجريمة الشنعاء. أين تحوم الشكوك حول تورط ربّ العائلة المدعو"صوقيح عبد القادر" 28 سنة بدون عمل، هذا الأخير الذي تعرض لعملية الذبح لكنه نجا من الموت، كون إصابته سطحية وطفيفة. وهو يقبع حاليا بمصلحة أمراض الأذن والحنجرة بمستشفى وهران الجامعي. المجزرة الرهيبة التي هزت حي 1245 مسكن آشلام ايسطو، تمت عقب فجر أمس، أين تلقت مصالح الأمن بلاغا يفيد بارتكاب المجزرة بالحي المذكور. وعليه فقد تنقلت مصالح الأمن إلى مسرح الجريمة، حيث عثرت على الأم والطفلة الرضيعة تسبحان في بركة من الدماء، والمشتبه فيه "ص.عبد القادر" بجانبهما ملقى على الأرض والدم ينزف من حنجرته. علما أن المسكن الذي جرت فيه المجزرة، كان فيه باقي أفراد العائلة، لكون المشتبه فيه بطال ويقيم مع والديه. تم تحويل جثة الأم والرضيعة بعد تدخل أعوان الحماية المدنية، نحو مصلحة الطب الشرعي بمستشفى الفاتح نوفمبر بإيسطو لإخضاعهما للتشريح، والوقوف على معطيات أخرى تفيد مصالح الأمن. فيما تم نقل المشتبه فيه نحو مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى وهران الجامعي، التي تلقى فيها الإسعافات بسبب جرح طال غشاء الحنجرة، وتسبب في تمزيقها، ما سبّب صعوبة التنفس لديه، إلا أنه خضع لعملية طفيفة لتضميد الجروح غير البليغة، كما أن الطاقم الطبي المشرف وضع ما يعرف ب "القفلة" لدى العامية، وهي أداة طبية تثبت على الحنجرة لغرض تمرير الأوكسجين من الحنجرة نحو الرئتين وبالتالي تفادي ضيق التنفس. لكن مصادر طبية أفادت "الوطني" بأن الحالة الصحية للمشتبه فيه "عبد القادر" باعتباره اللغز في القضية، مستقرة وليست بالحرجة، على خلاف مصادر أخرى صرحت بالعكس، وأفادت بأن الإصابة بليغة وأدخلته في غيبوبة، وهو يقبع بمصلحة الإنعاش. وهو ما رأى البعض أنه غير منطقي، خاصة بعد تحويله من مصلحة الاستعجالات التي هي مزودة بغرفة إنعاش نحو مصلحة أمراض الأذن والأنف. فيما أكدت مصادر مسؤولة للجريدة، بأن المشتبه فيه "عبد القادر"، وضعه الصحي مستقر وغير متدهور، وهو يتمتع بجميع قواه، ومتواجد بالجناح السادس عشر تحت الحراسة المشددة لمصالح الأمن، التي رافقته منذ تحويله من الجناح 19 إلى الجناح 16 لتباشر التحريات معه حول الحادثة. فيما أسرّ ذات المصدر المتحدث، بأن القضية لربما لها بعد خطير لم تكشف عنه التحريات الأولى لمصالح الأمن، وهي المعلومات التي تفيد بأن المشتبه فيه وزوجته ينحدران من ولاية غليزان، ومعروف عن صهريه أي شقيقي زوجته المتوفاة، أنهما كانا ملتحقين بمعاقل الجماعات الإرهابية، وسبق وأن استفادا من تدابير المصالحة الوطنية. وهي احتمالات من الممكن أن تعطي هذا البعد الذي وصف بالمجزرة الإرهابية، إلا أننا لا يمكننا الجزم بها، كون القضية شائكة ولازالت قيد التحقيق من طرف مصالح الأمن.