تناول المؤرخ الهولندي نايك باس في كتابه" هولندا و حرب الجزائر" الذي نشرته مؤخرا منشورات البرزخ الهبة التضامنية للشعب الهولندي إزاء قضية استقلال الجزائر ابتدأ من 1954 . و يرصد هذا الكتاب الذي صدر في هولندا في 2008 وأعيدت كتابته و ترجمته إلى الفرنسية ردود فعل مختلف الطبقات الاجتماعية الهولندية تجاه الثورة التحريرية علما أن هولندا بلد حليف لفرنسا وعضو في منظمة الحلف الأطلسي.و عمد المؤلف في كتابه الذي يقع في 200صفحة في تناوله لهذا الموضوع الذي لم يكن معروفا كثيرا في بلاده إلى المقارنة بين الموقف الرسمي الهولندي تجاه حرب الجزائر الذي كان تعتبرها قضية داخلية لفرنسا و الاهتمام المتنامي للهولنديين من مناضلين سياسيين و صحافيين ومواطنين عاديين الذين شبهوا هذه الثورة بمقاومة النازية في بلدهم.و يؤكد المؤلف أن هذا الاهتمام بالثورة الجزائرية بدا في أوساط الأحزاب اليسارية ثم امتد إلى الصحافة ذات نفس الاتجاه قبل جلب جانب كبير من الرأي العام مرجعا ذلك إلى إستراتجية تدويل القضية الجزائرية التي انتهجها قادة جبهة التحرير الوطني و كذا تداعيات الأزمة العالمية الناجمة عن الحرب الباردة. واعتمد المؤلف في الجزء الأول من عمله على الأرشيف الدبلوماسي و قصاصات الصحف و المراسلات لإبراز مدى اهتمام فرنسا بكل ما كان يكتب في الصحف الهولندية عن القضية الجزائرية مشيرا إلى وجود كتب تفضح التعذيب في حق الجزائريين. وكان للتلفزيون الهولندي -كما قال- تأثير كبير في نقل هذا الاهتمام الى الأوساط الشعبية خاصة بعد حملة التضامن مع أطفال الجزائر اللاجئين في1959 تحت شعار"أنقذوا طفلا" التي تزامنت مع إعلان "السنة العالمية للاجئين" من قبل منظمة الأممالمتحدة.واهتم المؤلف و هو أستاذ التاريخ بجامعة أمستردام في الجزء الأخير من الكتاب بالنخبة الهولندية التي ساندت كفاح الشعب الجزائري والتي وقفت معه أيضا بعد ذلك لبناء دولة الجزائر المستقلة