في أجواء احتفالية مميزة، رسمها نجوم من العالم العربي والغربي ومن ضيوف المهرجان، افتتحت أمسية الأربعاء بدبي، فعاليات الدورة الثانية عشر لمهرجان دبي السينمائي الدولي،الذي تستمر فعالياته إلى غاية السادس عشر من الشهر الجاري، بمجموعة كبيرة من الفعاليات والعروض السينمائية التي تفوق 134 فيلمًا من 60 دولة وناطقة بأربعين لغة بالإضافة إلى اللقاءات السينمائية والمهنية التي سيشهدها سوق دبي السينمائي. من دبي : نبيل حاجي- مراسلة خاصة افتتحت أذن الدورة ال12 لمهرجان دبي السينمائي الدولي في أجواء خاصة وجميلة،ولم يكن لحضور سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم،ليعزز مكانة هذا الموعد السينمائي الدولي الكبير في كحومة دبي والإمارات بشكل عام ،وأستقطب كاميرات المصورين نجوم ومشاهير السينما العربية والعالمية وهم يتوافدون على البساط الأحمر …وشهد حفل الافتتاح الرسمي بقاعة ارينا بمدينة جميرة السياحية ، تقديم النشيد الوطني الإماراتي بمناسبة العيد الوطني للدولة ال44 ، ليحتفي بعدها المهرجان بأربعة وجوه فنية رسمت علامات خاصة في المشهد السينمائي العالمي والإقليمي ، حيث كرم المهرجان بجائزة " تكريم إنجازات الفنانين " كل من الممثلة الفرنسية الشهيرة كاترين دينوف التي ظهرت في أكثر من 120 فيلماً عالمياً. ولم يتمكن الممثل التونسي الفرنسي سامي بوعجيلة، الذي يتمتع بشهرة عالمية، من حضور حفل الافتتاح لتسلم الجائزة، كما تسلم الفنان والهندي الشهير نصر الدين شاه الذي شارك في أكثر من 200 فيلم على مدى 40 عاماً، وقدمت أيضاً إلى واحدة من أكثر الممثلات تميزاً وحضوراً والفنان المصري الكبير عزت العلايلي والذي امتدت مسيرته الفنية أكثر من خمسة عقود، ويملك تاريخاً سينمائياً عظيماً. وفي كلمته الافتتاحية قال السيد عبد الحميد جمعة رئيس المهرجان، قال وهو يعلن عن انطلاق الدورة ال12 للمهرجان، الذي يعد ملتقى للثقافة والإبداع، فالسينما على حد قوله هي مستودع الأمل ولغتنا التي لا تحتاج إلى إشارة، إنها مرآة الواقع ومحاولات جريئة لفهم ما يجري حولنا من أحداث وسط أجواء مشتعلة" مضيفا "يريدون حصرنا في الأماكن الضيقة وأن يغيبوننا في الداخل، يجب أن نقف معا بحزم وشدة أمام هذه الفوضى… هناك قلة قليلة تريد أن تسيطر على الأكثرية". وبعد تقديم اعضاء لجان التحكيم التي ستقيم الأفلام المتنافسة ، قدم السيد مسعود أمر الله العلي المدير الفني للمهرجان، فيلم الافتتاح الكندي "الغرفة" للمخرج ليني إبراهامسون، وبحضور ممثله الطفل جيكوب تريمبلي الذي يؤدي دور الطفل جاك المحبوس في غرفة مع والدته ما ،مدة خمسة أعوام ويعتقد أن العالم الخارجي ما هو إلا فضاء فيه كائنات مختلفة عن عالمه الذي أكتشفه وعاشه في هذه الغرفة…فيلم "غرفة" الذي شدة إعجاب الحاضرين في قاعة ارينا طيلة ساعتين من الزمن، هو قصة نجاة مؤثرة إلى أبعد الحدود، مقتبسة عن رواية إيما دونوهيو التي حققت أعلى المبيعات عام 2010، وقامت أيضاً بكتابة السيناريو. يمتاز الفيلم بأداء الممثلين المثير للإعجاب، بمراعاته لأدق التفاصيل، والإخراج المتقن لقصة سوداوية عن فتى في الخامسة من العمر اسمه جاك (جيكوب تريمبلي)، نرى الأحداث بعينيه، يعيش بسعادة مع والدته التي يدعوها "ما" (بري لارسن). غير أن سعادتهما لا تلبث أن تنقضي عندما يحتجزهما رجل كان قد اختطف الأم منذ سبع سنوات مضت، ولم يعد في عالم جاك إلا السقيفة المحتجزان فيها، والتي يسميها "رووم"… يستمر الحال على ما هو، إلى أن يأتي يوم يخططان فيه للهرب، ويتغير عالمهما من جديد…وقد عرف الفيم نجاح عالمي إستنادا للرواية التي أقتبس منها وتحصل "غرفة" على جائزة الجمهور، في "مهرجان تورنتو السينمائي الدولي" في دورته الأخيرة. وستعرف الدورة الثانية عشر لمهرجان دبي السينمائي الدولي ، عرض مجموعة كبيرة من الأفلام الروائية وغير الروائية، القصيرة والطويلة، على امتداد ثمانية أيام ،منها 55 فيلماً في عرض عالمي أو دولي أوّل، و46 فيلماً في عرض أول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، و11 فيلماً في عرض أول في الشرق الأوسط، و17 فيلماً في عرض خليجي أول. تنطق الأفلام بأكثر من 40 لغة، تتوزع بين مسابقات المهر الإماراتي والمهر الخليجي والمهر العربي، إضافة إلى برامج خارج المسابقة تتضمن أفلاماً للأطفال وأخرى من جميع أنحاء العالم.
الحضور الجزائري في مهرجان دبي ككل عام، تحاول السينما الجزائرية تعزيزي حضورها في مهرجان دبي السينمائي من خلال مشاركات مختلفة، وفي الدورة 12 للمهرجان لهذا العام تشارك الجزائر بأربعة أعمال منها عملين ضمن المسابقة الرسمية هما فيلم "حكاية الليالي السود" أو" الآن بإمكانهم المجي" لسالم الإبراهيمي في تجربته ألإخراجية الروائية الأولى والمقتبسة عن نص روائي للكاتب الجزائري أرزقي ملال ، وفيلم "سمير في الغبار" لمخرجه من أصل جزائري محمد أوزين وهو عمل وثائقي مدرج ضمن مسابقة المهر العربي للمهرجان ويطرق موضوع خاص متعلق بالهوية والانتماء. كما تشارك الجزائر ضمن قسم "ليلي عربية" ( خارج المنافسة) بفيلمين هما "مدام كوراج" لمرزاق علواش وفيلم "غروب الظلال " لمحمد ألخضر حمينة…ناهيك عن حضور عملين آخرين هما "عطر البيوت" للمخرج عبد الله باديس و"الأباتشي" لمواطنه نسيم عمواش وهما فرنسيان من اصل جزائري.