دق مساء أول أمس الدكتور محمد الطيب السعيداني خلال ندوة فكرية نظمها حزب جبهة التحرير الوطني لمناقشة واقع التربية والتعليم ناقوس الخطر من واقع التربية ببلادنا، حيث أن مستويات التسرب المدرسي التي تبين على أنه من بين مائة تلميذ يدخل المدرسة في السنة الأولى لا يصل إلى مدرجات الجامعة سوى 10 منهم في حين يغادر 50 بالمائة منهم مقاعد الدراسة في مرحلة الثانوي. كما شكلت ظاهرة القصور اللغوي لدى التلاميذ محور نقاش مستفيض لدى المتدخلين، حيث ربط المختصون بين سلامة اللغة وسلامة التفكير، وفي هذا الصدد لاحظ بعض المتدخلين أن الطلبة في الجامعات يشتكون من قصور كبير في اللغة وهم بذلك يفتقدون إلى ملكة التلخيص وهذا ما يفقدهم عبقرية الفهم الجيد للمواضيع. من جهة أخرى،توقف المشاركون مطولا في مداخلاتهم على مبدأ مجانية التعليم من حيث أنه مكسب ناتج عن إرادة حقيقية في تطوير المجتمع وتنميته من خلال القضاء على الجهل والأمية في المجتمع مشددين على وجوب عدم ربطه بالجودة والمرودية. كما شكل الكتاب المدرسي محورا آخر للنقاش، حيث انتقد العديد من المتدخلين محتوى الكتاب المدرسي من حيث المواضيع والأخطاء التي لا تقتصر على كونها نحوية، بل تتعداها لتكون أخطاء في المفاهيم نفسها. من جهته، اعتبر الدكتور محمد الطيب السعيداني أن الكتابة في الكتاب المدرسي صعبة ومعقدة ولا بد أن تتوخى ثلاثة شروط أساسية تتمثل -حسبه –في الدقة والوضوح والإيجاز. وركز المتدخلون في الندوة الفكرية التي نظمها الحزب على الجودة والمجانية والتسرب المدرسي والأمية، حيث تم إلقاء محاضرات منها المحاضرة التي ألقاها محمد الطيب السعيداني بعنوان "التربية والتعليم الجودة والمجانية والتسرب والأمية والتساوق مع سوق الشغل" والتي نشطها أمام مختصين وإطارات الحزب، حيث أكد أن للمنظومة التربوية في الجزائر "جوانب مشرقة لا يمكن نكرانها "بالنظر إلى الإحصائيات والنتائج التي حققتها هذه المنظومة منذ الاستقلال. وبعد أن تطرق المحاضر إلى أهم وظائف التربية في المجتمعات والتي تتلخص حسبه في أنها أحد عوامل استمرارها ووسيلة من وسائل ترقيتها، شرح الدكتور الهدف من التغيير الإصلاحي الذي يهدف إلى تحقيق الجودة. وفي هذا السياق، ذكر المحاضر بمؤشرات الجودة التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي مؤخرا والمتمثلة في قياس المستويات التي وصل إليها التلاميذ في مواد معينة على رأسها الرياضيات والقراءة ثم العلوم واللغات الأجنبية.