أعلن البيت الأبيض أمس ، أن توم دونيلون مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الأمن القومي سيزور إسرائيل اعتبارا من اليوم لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين حول عدد من الملفات بينها سوريا و إيران . و قالت الرئاسة الأميركية في بيان أن "مستشار الأمن القومي توم دونيلون سيزور إسرائيل من السبت إلى الاثنين لإجراء مشاورات مع مسؤولين إسرائيليين كبار حول ملفات عدة من بينها إيران و سوريا و مسائل أخرى تتعلق بالأمن في المنطقة". و جاء الإعلان عن هذه الزيارة بينما عبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون و وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون عن بعض التفاؤل بشأن احتمال عودة إيران إلى المفاوضات مع الدول الست الكبرى في العالم . و أضاف البيان أن زيارة دونيلون تندرج في سياق "المشاورات الدورية على أعلى مستوى بين الولاياتالمتحدة و إسرائيل بما يتناسب مع شراكتنا المتينة والتزامنا الثابت بأمن إسرائيل".وتأتي هذه الزيارة وسط توتر شديد بين إيران و إسرائيل التي اتهمت طهران بالوقوف وراء تفجيرات و محاولات تفجير ضد دبلوماسييها . كما تأتي قبيل زيارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مطلع آذار/مارس الى الولاياتالمتحدة لإجراء محادثات مع الرئيس الأميركي باراك أوباما ستتركز على ما يبدو على الملف الإيراني و الإخفاق في استئناف المحادثات المباشرة بين مفاوضي الدولة العبرية و الفلسطينيين . و خلال مؤتمر صحفي في واشنطن ، وصفت كلينتون و أشتون رسالة تسلمتها وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي من إيران بأنها "خطوة مهمة" بعد جمود طويل في المفاوضات مع طهران و توتر شديد.و قالت أشتون "من الممكن أن تكون إيران مستعدة لبدء محادثات ، سنواصل التباحث للتأكد مما إذا كان ما نراه صحيحا حقا"، مضيفة "لكنني التزم الحذر و متفائلة في هذا الشأن" ، بينما قالت كلينتون أن الجانب الاقتصادي من العقوبات يمكن أن يدفع إيران إلى العودة الى طاولة المفاوضات.و عرض كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي في رسالة إلى أشتون بتاريخ 14 شباط/فبراير استئناف المباحثات بشان البرنامج النووي الإيراني "في أسرع وقت".و تمثل أشتون مجموعة 5+1 الولاياتالمتحدة و الصين و روسيا و فرنسا و بريطانيا و ألمانيا في المحادثات مع إيران . و كان سعيد جليلي يرد على رسالة بعثت بها كاثرين أشتون في تشرين الأول/أكتوبر الماضي لاستئناف المفاوضات أكدت فيها أنه لا يمكن التوصل إلى حل إلا بالتركيز على "القضية الأساسية و هي المخاوف المتعلقة بطبيعة" البرنامج النووي الإيراني. و تحدثت كلينتون عن نقاط ايجابية في الرسالة لكنها قالت أن الدول الست تحتاج الى مزيد من الوقت لدراسة الرسالة.وقالت وزيرة الخارجية الأميركية "اعتقد انه من العدل القول إننا نعتقد أنها خطوة مهمة ونرحب بالرسالة".و أضافت "كما قالت أشتون في رسالتها الى إيران في تشرين الأول/أكتوبر، أي حوار مع إيران يجب أن يبدأ بمباحثات حول برنامجها النووي و رد إيران على رسالة كاتي يشير الى أنها أخذت علما بذلك و قبلت به".وقال جليلي في رسالته انه يرحب بما قالته أشتون في الرسالة عن "احترام حق جمهورية إيران الإسلامية في الاستخدام السلمي للطاقة النووية بما يتطابق مع اتفاقية حظر الانتشار النووي".و أضاف "لا شك انه بالتزام بهذه الفكرة، يمكن بدء محادثاتنا حول المسألة النووية الإيرانية للتعاون التي تستند الى مبادئ الخطوة خطوة والتعامل بالمثل".و أكدت أشتون أن رسالتها لا تتضمن "شروطا مسبقة أو تحديدا لما سنتحدث عنه".إلا أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند عبرت عن موقف أكثر تحفظا بتحذيرها من "انطلاقة خاطئة" للمفاوضات مع إيران.وقالت أن "مفاوضات جرت ومنيت بالفشل و أخرى استغرقت وقتا طويلا من دون بلوغ ما يتوقعه المجتمع الدولي ليطمئن" في شان الملف النووي الإيراني.من جهة أخرى ، أكدت كلينتون في المؤتمر الصحافي نفسه أن "الجهود للضغط على النظام السوري وعزله ولدعم المعارضة ومساعدة الشعب السوري ستتواصل".ورحبت كلينتون بالقرار الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس وتضمن إدانة للقمع في سوريا، مشيدة بهذا "التوافق الدولي الواسع" على مطالبة النظام السوري بوقف قمعه.ويطالب القرار بوضع حد للهجمات على السكان المدنيين ويدعم جهود الجامعة العربية لضمان مرحلة انتقالية ديمقراطية في سوريا، ويدعو الى تسمية موفد خاص للأمم المتحدة الى سوريا. الجزائر - النهار أولاين