أثارت رسالة إيرانية باستئناف المفاوضات مع القوى الغربية الكبرى بشأن برنامجها النووي قلقا بالكونغرس الأميركي الذي حذر عدد من أعضائه من أن تكون تلك محاولة إيرانية لكسب الوقت ومواصلة أنشطتها النووية، وفي الأثناء يبدأ مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما للأمن القومي زيارة إسرائيل لبحث ملف إيران النووي وكان كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي قد راسل -قبل ثلاثة أيام- مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ، كاثرين آشتون يطلب عقد اجتماع "في إطار احترام حق إيران في استخدام الطاقة النووية سلميا" ردا على رسالة منها بهذا الخصوص تعود إلى أكتوبر الماضي، وهو ما قوبل بترحيب حذر من قبل عدد من العواصمالغربية، ومن بينها واشنطن،وحملت الرسالة دعوة من طهران لمجموعة (5+1) لعقد اجتماع بأسرع وقت لبحث برنامجها النووي "في إطار احترام حق إيران في استخدام الطاقة النووية سلميا".وانهارت مفاوضات بين الطرفين قبل 13 شهرا بمدينة إسطنبول التركية، واتهم المسؤولون الغربيون إيران حينها بالتلكؤ كسبا للوقت لتواصل نشاطاتها النووية دون التعرض للعقوبات،وقال عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي في رسالة وجهوها إلى الرئيس أوباما أمس الجمعة، إنهم سيعارضون أي اقتراح بشأن المحادثات مع إيران يكون من شأنها أن تسمح لطهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم،وحذرت الرسالة التي وقعها أعضاء ينتمون للحزبين الديمقراطي والجمهوري من أن إيران ستحاول استغلال استئناف المحادثات مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي لكسب الوقت وتمييع الضغط الدولي عليها، واعتبرت أن هذه "مناورات تكتيكية ومحاولة إلهاء يجب ألا يتم التساهل فيها".وطالب الأعضاء بعدم عرض أي اقتراح من شأنه تخفيف عقوبات على النظام الإيراني مقابل الحصول على أي شيء أقل من التعليق الكامل لأنشطتها النووية ولقيت رسالة جليلي لآشتون ترحيبا حذرا بعدد من العواصمالغربية، حيث اعتبرتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون "بادرة مهمة" لكن البيت الأبيض قال في وقت سابق إن استئناف المفاوضات مرتبط بالتزام طهران بخفض التوترات مع الغرب.وقال متحدث باسمه إن واشنطن تراجع الرسالة وإنه "يوجد وقت ومجال لحل دبلوماسي إذا اختارت إيران التواصل عبر تصرفات بناءة" بينما تحدث وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا عن مشاورات مع الشركاء بشأن أي "خطوات قادمة".كذلك رحبت آشتون بالبادرة وقالت بمؤتمر صحفي مع كلينتون بواشنطن "جيد أن تكون هذه الرسالة قد وصلت" لكنها أردفت "سنواصل التباحث للتأكد مما إذا كان ما نراه صحيحا حقا" وتحدثت عن تفاؤل حذر يحدوها.من جهته تحدث وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه عن رسالة تؤشر على انفتاح جديد، وإن بدت حسبه غامضة.في المقابل، يرى دبلوماسيون غربيون أن الرسالة استمرار للخطاب الإيراني الغامض نفسه، وفق تعبير أحدهم، لأنها لم تناقش ما يسمونها مخاوف غربية من احتمال وجود برنامج نووي عسكري سري،وقال آخر إن القوى الست تريد "بادرة تؤكد أن إيران ملتزمة بحق بالمحادثات" وإن رجح ألا ترفض هذه القوى العرض الإيراني بسبب التوترات المتفاقمة بسبب الملف النووي. بدوره دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة إيران لتفنيد ما قال إنها مزاعم "تثير القلق" حملها تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية العام الماضي، تحدثت عن مخاوف من وجود أبعاد عسكرية للبرنامج النووي بهذا البلد، وطالب طهران بالتعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن. وأكد بان -الذي كان يتحدث بالعاصمة النمساوية فيينا- أنه يرى الدبلوماسية السبيل الوحيد لحل الأزمة، ورفض ضمنا "الخطة البديلة" التي يتحدث عنها أحيانا دبلوماسيون أميركيون، وهو تعبير يستعمل للإشارة إلى خيار الضربة العسكرية إن فشلت المفاوضات،وبهذا يبدأ مستشار باراك أوباما لشؤون الأمن القومي زيارة إسرائيل اليوم السبت للبحث خصوصا بالملفين الإيراني والسوري ومسائل إقليمية أخرى، وفق ما أعلن البيت الأبيض الأميركي أمس الجمعة،وأوضحت الرئاسة الأميركية في بيان أن "مستشار الأمن القومي توم دونيلون سيزور إسرائيل من اليوم وحتى بعد غد الاثنين لإجراء مشاورات مع مسؤولين إسرائيليين كبار حول ملفات عدة من بينها إيران وسوريا ومسائل أخرى تتعلق بالأمن بالمنطقة".وأضاف البيان أن زيارة دونيلون تندرج في سياق "المشاورات الدورية على أعلى مستوى بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل تماشيا مع شراكتنا الصلبة والتزامنا الدائم حيال أمن إسرائيل".،وكان أوباما قد قال بوقت سابق من الشهر الجاري إنه لا يعتقد أن إسرائيل حددت كيفية الرد على مخاوفها بشأن البرنامج النووي الإيراني بأعقاب مناقشات عامة داخل إسرائيل بشأن ما إذا كان يتعين عليها مهاجمة طهران لمنعها من الحصول على قنبلة نووية. الجزائر-النهار اولاين