أكثر من مليوني رأس من الغنم مهددة بفعل الجفاف والتصحر وتدهور المراعي وغلاء الأعلاف وتدني أسعار الماشية بالمناطق السهبية وفي الأغواط والجلفة على الخصوص، حيث تجاوز قنطار الشعير ثلاثة آلاف دينار. بينما سعر الشاة لم يتجاوز خمسة آلاف دينار على الرغم من حضر استيراد اللحوم المجمدة الذي أقدمت عليه الحكومة مؤخرا. كما أن التصحر بات يفتك بالأراضي فتكا بطيئا، حيث زالت الشجيرات العلفية المعمرة مثل ( الباقل، والشنق، والحلفاء، والدرين...)، ولم تبق إلا الشجيرات النجيمية والحولية التي تنبت في الورقة الرعوية عندما يتجاوز المعدل السنوي لسقوط الأمطار 40 ملم، وفي أحسن الأحوال لا تتوفر المراعي سوى على أقل من 25 بالمائة من كفاية قطعان الماشية للأعلاف الطبيعية ولذلك يضطر المربون إلى زيادة حاجتهم من الأعلاف من السوق الموازية مثل الشعير والنخالة والذرى... والتي شهدت مضاربات واسعة ألهبت الأسعار وبشكل غير مسبوق. كما أن الديوان المهني لتوزيع الحبوب بالأغواط توقف عن توزيع الأعلاف المدعومة منذ عدة أسابيع خلت وكان من المفترض أن يساهم في استقرار السوق لكن توزيعه لم يستمر طويلا. أما الجفاف الذي يبقى متواصلا منذ زهاء 26 شهرا، فيقول الموالون بأنه لم يسبق له مثيل منذ 1984 والتي كانت سنة شهباء تجرع المربون خلالها الأمرين، وهاهي كماشة الجفاف وغلاء الأعلاف تعض الموالين حاليا بفكيها مهددة آلاف رؤوس الأغنام بالزوا، بل إن كثيرا من صغار المربين باتوا يفكرون بشكل جاد في نزوح ريفي جماعي نحو المدن بعدما تكالبت ظروف وعوامل عدة على إرهاقهم إلى حد اليأس من وضع تعيس بئيس وقد كان الحرث العشوائي واحدا من العوامل التي أفسدت الغطاء النباتي فكان لذلك انعكاسا سلبيا على الإطار المعيشي للموالين، حيث زحفت الآلات الميكانيكية على الأخضر واليابس فلا تترك في مواسم الحرث والبذر مكانا للرعي. أما عن التصحر فحدث ولا حرج، فقد فقدت التربة خواصها الفيزيائية والكيميائية بفعل هذه الكارثة العظمى التي حلت بمساحات شاسعة المناطق السهبية ولم تنفع إزائها مشاريع حماية وتثبيت التربة التي تقوم بإنجازها المحافظة السياسية لتطوير السهوب. كما أن تربية المواشي ماتزال بعيدة عن الأساليب العلمية والتقنية التي تساهم في رفع إنتاجية هذه الثروة الحيوانية من لحوم وأصواف وجلود وتكاثر لمختلف أنواع السلالات التي تنتشر بالمنطقة السهبية منها سلالة الرانبي وسلالة أولاد جلال ونوع سلالي آخر مستحدث بالتهجين بين سلالة المارينوس الايطالية وسلالة أولاد جلال سنة 1956 بمحطة تاعضمين بالجلفة.