أفتتح في موسكو اليوم الجمعة، المؤتمر الفقهي الاسلامي " الفكر الاسلامي ودوره في مواجهة الغلو" الذي يعقده المركز العالمي للوسطية بمشاركة المؤسسة الروسية لدعم الثقافة والعلوم والتربية الاسلامية والصندوق الخيري لبطل روسيا حاجي احمد قادروف. ويهدف المؤتمر الذي يعقد في روسيا لأول مرة بمشاركة عدد كبير من علماء المسلمين في روسيا وخارجها وبينهم ممثلو "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" الى بحث ظاهرة الغلو ودوافعها في الواقع الروسي.ويشارك في المؤتمر مندوبون من الادارات الدينية لمسلمي مختلف مناطق روسيا ومن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومن الهيئات الاسلامية في الكويت ولبنان والمغرب واليمن والبحرين وتونس والسودان والاردن وتشاد واوزبكستان واندونيسيا وتركيا والعراق وايران وماليزيا. ومن المقرر ان يصدر المؤتمرون فتوى تدين الغلو الديني واستغلال مصطلحات " الجهاد" و" التكفير" و" الخلافة" لأغراض سياسية ضيقة لا علاقة لها بالعقيدة السمحاء.وإستهل المؤتمر أعماله بتلاوة آيات الذكر الحكيم وعزف النشيد الوطني لروسيا الاتحادية. وقدم د. علي بولوسين رئيس المركز الروسي للوسطية الى الحاضرين رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر د.عادل الفلاح وكيل وزراة الاوقاف والشؤون الاسلامية في دولة الكويت الذي أشار في كلمته الى ان مسلمي روسيا كانوا دائما يدعمون فكرة المشاركة والتعاون والتسامح منذ تفكك الاتحاد السوفيتي ونشوء الفراغ الروحي الذي وجب سده. وأدى تطور الاحداث آنذاك الى ان صار شعار الوسطية يطرح نفسه في المجتمع الروسي بحدة. علما ان مسلمي البلاد ساهموا في بناء صرح الحضارة الروسية وأثروا بقيمهم الاسلامية في عملية البناء هذه. انهم يشكلون احد مكونات المجتمع ويعتبرون من المواطنين الاصليين والمسالمين في وطنهم. لكن بعض الشباب المسلم وقع في فترة تبدل النظام تحت تأثير الغلو ، مما شوه صورة الاسلام وحرف الشباب عن الطريق السوي. والآن حان الاوان للعمل الجدي وتحمل المسؤولية في تربية الجيل الجديد من المسلمين ونشر الفكر الاسلامي الصحيح بمساعدة علماء المسلمين .ومن المقرر ان يسافر المؤتمرون لاحقا الى جمهورية الشيشان تلبية لدعوة الرئيس الشيشاني رمضان قادروف للاطلاع على انجازات الجمهورية ، التي عانت سابقا من ظاهرة الغلو، في مجال تربية الشباب بالروح الاسلامية الصادقة وفي إعمار مدن وقرى الجمهورية المدمرة بعد الحرب في اعوام التسعينيات.