الجولة الثالثة من تصفيات كأسي العالم وإفريقيا 2010 أهدر منتخبنا الوطني، أول أمس، نسبة كبيرة من حظوظه في التأهل لنهائيات كأسي العالم وإفريقيا إثر الهزيمة التي مني بها في العاصمة الغامبية بانجول وأمام المنتخب المحلي بنتيجة هدف دون رد، وهي الهزيمة التي قد تلقي بظلالها على ما تبقى من مشوار التصفيات بالنسبة للخضر. ولم يتمكن رفقاء القائد يزيد منصوري من مجاراة المنتخب المحلي الذي تميز بالاندفاع البدني والسرعة في التنفيذ، بل إنهم ظهروا في هذه المباراة متوترين للغاية وقدموا لعبا متقطعا وغير منسجم خاصة بعد افتتاح باب التسجيل من قبل الغامبيين في الدقيقة 18 إثر ضربة جزاء اعتبرها الجزائريون قاسية للغاية. نقص الخبرة والتجربة أثرا على التشكيلة وقد كان نقص الخبرة والتجربة في الملاعب الإفريقية أحد أهم العوامل التي صنعت الفرق، حيث كان لغياب صايفي أثره على مستوى الخط الأمامي للفريق لاسيما وأن جبور وسوڤار لم يكونا في المستوى المطلوب. الوضعية أصبحت معقدة وقد وضع "الخضر" أنفسهم في وضعية لا يحسدون عليها، حيث يتعين على الفريق الوطني الذي لديه ثلاث نقاط ،الفوز بمبارياته الثلاث المقبلة في مرحلة الإياب مع ترقب تعثر خصومه في هذه المنافسة. ولم يقدم كل من كريم زياني ولموشية في وسط الميدان وكذا رفيق جبور ومحمد سوڤار الأداء الذي كان منتظرا منهم، خاصة جبور الذي بدا عديم الفعالية في هذه المواجهة، كما كان لغياب صايفي أثره على أداء الهجوم، أما في الدفاع فقد بذل كل من منصوري وعنتر يحيى وزاوي جهودا كبيرة في مواجهة اللاعبين الغامبيين. وقد حاول رفقاء عنتر يحيى العودة في النتيجة قبل نهاية المباراة بحوالي نصف ساعة، وهددوا مرمى الفريق المضيف محاولة لتحقيق التعادل، إلا أن ذلك لم يغير النتيجة التي بقيت على حالها الى غاية نهاية المباراة. ڤاواوي أنقذ الخضر من هزيمة أثقل وكادت أن تكون النتيجة أثقل لما ضيع أصحاب الأرض فرصا عديدة لتسجيل أهداف أخرى سواء في الشوط الأول أو الثاني، أمام تألق الحارس لوناس ڤاواوي الذي أنقذ رفقائه من أهداف محققة وهو ما طمأن لاعبي الدفاع. الطريق نحو الإقصاء أصبحت مفتوحة هذا الانهزام الجديد للخضر يعيد الى الأذهان ذكريات مؤلمة، لاسيما الهزيمة التي مني بها المنتخب أمام نفس الخصم العام الماضي، إلا أن الأمور هذه المرة تختلف، لأن الطريق نحو الإقصاء المباشر أصبحت مفتوحة وإن لم تصل الأمور بعد الى هذا الحد. شبه مباراة أول أمس بمواجهة السنغال سعدان : "عناصري لم تتحكم في أعصابها مرة أخرى" شبه رابح سعدان الناخب الوطني المباراة التي جمعت الخضر بمنتخب غامبيا بتلك التي جمعتهم بمنتخب السنغال خاصة رغم أن الأجواء كانت مختلفة، ولا يوجد أي مجال لمقارنة السنغال بغامبيا. وصرح سعدان بعد نهاية المباراة أن منتخبنا الوطني لا يستحق الهزيمة، رغم اعترافه بأن عناصره لم تتمكن مرة أخرى من التحكم في أعصابها في الأوقات الصعبة التي مرت بها في هذه المباراة، حيث أكد أن لاعبيه كانوا متوترين للغاية. وأكد الرجل الأول في العارضة الفنية للفريق الوطني أن الأحوال الجوية أثرت هي الأخرى على مستوى أداء التشكيلة : "لقد كانت أعصاب اللاعبين جد متوترة، حيث أن الأحوال الجوية خاصة الحرارة الكبيرة ونسبة الرطوبة المرتفعة، أثرت كثيرا على مردود اللاعبين" كما اعترف مدرب وفاق سطيف الأسبق بقوة الفريق المضيف لما أضاف : "ينبغي الاعتراف أن المنافس كان صعب المنال، لقد سنحت للاعبينا عدد من الفرص حين لعبوا بشكل هادئ ودون اللجوء الى الكرات العالية. للأسف، لم نتمكن من تعديل الكفة رغم الفرص العديدة التي أتيحت لنا". ومع أنه كان مطالبا بإيجاد الحلول من أجل تمكين "الخضر" من العودة بنقاط إضافية في تنقلاته للعب في ملاعب القارة السمراء المعروفة بصعوبتها، إلا أن الناخب الوطني صرح : "ينبغي الإقرار انه أصبح من الصعب جدا العودة بنقاط الفوز خارج القواعد في القارة الإفريقية". بول بوت مدرب المنتخب الغامبي:"قدمنا مباراة كبيرة والمنافسة ما زالت مستمرة" أبدى بول بوت، مدرب منتخب غامبيا، سعادته الكبيرة عقب فوز فريقه أمام منتخبنا الوطني، أول أمس، وقال إن المباراة كانت هامة للغاية، وأنه كان يتوجب على أشباله تحقيق الفوز بأي ثمن أمام منتخبنا الوطني الذي قال إن لاعبيه يملكون خبرة كبيرة في الملاعب الإفريقية. وأضاف بول بوت : "أهنئ عناصري التي قدمت أداء جيدا. لقد لعبنا بلاعبين في خط الهجوم ومارسنا ضغطا مستمرا على وسط دفاع الفريق المنافس، وكان لذلك أثره على مجريات المباراة". وأوضح نفس المتحدث أن تشكيلته تحملت عددا من المخاطر، لكن النتيجة كانت في الموعد، مشيرا إلى أن المنافسة لا تزال مستمرة، مضيفا : "تنتظرنا مواجهة لقاء الإياب بعد أسبوع. سنحتفل أولا بهذا الفوز قبل أن نشرع غدا في تحضير لقاء يوم الجمعة المقبل بالجزائر". قال إن غامبيا سرقت الفوز من الخضر، عنتر يحيى يصرح:"سنرد لهم الصاع صاعين يوم الجمعة" أبدى عنتر يحيى، المدافع المحوري الجزائري لنادي بوخوم الألماني، استياءه الكبير عقب الهزيمة التي مني بها منتخبنا الوطني في غامبيا أمام المنتخب المحلي، مشيرا إلى أن التشكيلة الوطنية كانت تستحق نتيجة أفضل من الهزيمة التي منيت بها. وقال عنتر يحيى إن الغامبيين سرقوا الفوز من الجزائريين، مشيرا إلى أنه ورفقاؤه عملوا المستحيل من أجل تأكيد الفوز المحقق أمام ليبيريا مؤخرا، إلا أن ظروفا أخرى حالت دون ذلك". وفتح مدافع نادي بوخوم الألماني النار على طاقم التحكيم الذي أدار المباراة، والذي اتهمه بالتحيز المفضوح والذي كان وراء هزيمة الخضر، كما أضاف أن الظروف التي جرت فيها المواجهة كانت صعبة للغاية، وكانت تميل لصالح أصحاب الأرض. ووعد المدافع الدولي الجمهور الجزائري برد الصاع صاعين للمنتخب الغامبي في مباراة العودة التي ستجمع المنتخبين يوم الجمعة المقبل بالجزائر. أكد أنه كان بوسع الخضر تسجيل هدف على الأقل حداج : "حظوظنا ما زالت قائمة !!!" طالب حميد حداج، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بنسيان الهزيمة التي مني بها منتخبنا الوطني أمام غامبيا، أول أمس، رغم أن هذه الهزيمة بالذات قد تلقي بظلالها على ما تبقى من مشوار التصفيات، حيث أن الخضر مطالبون بجمع أكبر عدد من النقاط من أجل رفع حظوظهم في التأهل. وصرح حداج مباشرة بعد نهاية المواجهة : "ينبغي نسيان هذه المباراة سريعا. فقد لعبت تشكيلتنا في ظروف خاصة لاسيما بالنظر الى المناخ. لقد كان بوسع لاعبينا تسجيل هدف واحد على الأقل. للأسف لم نتمكن من ذلك". وقال الرجل الأول في الفاف إن حظوظ "الخضر" في التأهل ما زالت قائمة بالنظر إلى أنه على موعد مع ثلاث مباريات أخرى سيسعى خلالها إلى تعويض ما فاته : "لقد بقيت لدينا ثلاث مباريات. سنسعى للظفر بنقاط المباريات التي سنلعبها على أرضنا. وحظوظنا في هذه المنافسة لا زالت قائمة".