بالرغم من المحاولات العديدة والمساعي الحثيثة لوزير البريد وتكنولوجيا الإعلام والاتصال، بوجمعة هيشور، لإقالة الآنسة غنية حوادرية من منصبها كمدير عام لمؤسسة بريد الجزائر، والتي تدخل رئيس الجمهورية وأنصفها، بعدما لم يقتنع بالمبررات التي قدمها الوزير في حق هذه الآنسة التي حولت "بريد الجزائر" إلى مؤسسة تعتمد أفضل التكنولوجيات في إدارة وتسيير حسابات 9 ملايين جزائري، هاهو السحر ينقلب على الساحر بعد أن مارس سلطته وأقال الكثيرين من مناصبهم، ليقيله الرئيس من منصبه على الرغم من كل ما قدمه للقطاع، وخلفه بالسيد "حميد بصالح"، الذي نجهل عنه كل شيء إلا أنه كان مدير المركز النووي في الجزائر. ويعتبر بوجمعة هيشور أبا الأنترنت والرقمنة في الجزائر، حيث أطلق مشروع الحكم الإلكتروني الرامي إلى إنشاء بوابة إلكترونية تربط بين مؤسسات الدولة والمواطن لرفع البيروقراطية، كما كان صاحب فكرة فتح رأسمال اتصالات الجزائر المبرمج في إطار إصلاحات قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال مما سيسمح بالاستفادة من خبرة الشركات العالمية المتخصصة في المجال. كما فتح المجال لمنح رخصة الجيل الثالث من الهاتف النقال واقترح تعميم الأنترنت فائق السرعة عبر الوطن قبل نهاية الفصل الأول من السنة الجارية، وخفّض قيمة الاشتراك والإبحار عبر النت بأكثر من 50 بالمائة. كما يشهد له بمواقفه في مكافحة الجريمة المعلوماتية، آخرها أمره لسلطة الضبط للبريد والمواصلات بإلزام كافة متعاملي الهاتف النقال بتسجيل معطيات أصحاب شرائح تشغيل الهاتف، وأخيرا إصداره أمرا بإنجاز الحظيرة المعلوماتية بسيدي عبد الله لفائدة كل المتعاملين الوطنيين والأجانب في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال.