قال أن ما يربطه بمؤسسات الدولة بطاقة معوق و3 آلاف دينار بحسرة كبيرة وأسف عميق ، كشف المعوق "صالح بايفوح" المعروف ب " كريمو" ، من بلدية أولاد عدوان، الواقعة على بعد 20 كم شمال مقر ولاية سطيف، عن تناسي الجميع لحالته التي تدمي لها القلوب، الكل تجاهله رغم إصراره على تبليغ صرخته لتأكيد وجوده، واثبات ذاته ككيان له مشاعر وله طموحات. صالح معوق، يزحف معتمدا على زوج من أحذيته الشتوية المصنوعة من البلاستيك ، وقطعتين من "غرفة الهواء" المستعمل في العجلات،مطاطي هو الآخر، يقطع المسافات غير مكترث بالظروف المناخية ، يتنقل بين مقر سكناه والبلديات المجاورة ،يعشق التجول بشوارع مدينة سطيف ويرتوي من ماء عين الفوارة . ولد صالح سنة 1976 ببلدية واد البارد، من عائلة ميسورة، هو الثاني من بين خمسة إخوة ، شاءت الأقدار أن يكون معوقا، إعاقة يستحيل معها الوقوف على رجليه، حيث يفقد توازنه عند المحاولة ،ظروفه العائلية والبيئية التي ولد فيها حرمته من كل شيء، عاش طفولته بعيدا عن الأنظار ،وظلت العائلة البسيطة تتحمل بمفردها مشاهد المعاناة اليومية وثقلها في صمت . يقول صالح عن تجاهل المسؤولين لإعاقته، أن" ذلك كلفني كثيرا البداية بحرماني من الدراسة كغيري من أبناء جيلي" ، ظروف العائلة الميسورة والأمية والبيئية القاسية حالت دون التحرك في الوقت المناسب ، فوالده يرى الأمر في غاية الصعوبة وأن مكتوب صالح هو البقاء في البيت، لأن حالته مستعصية ولا حل لها، خاصة وأنه ولد بإعاقة تمنعه من الالتحاق بمقاعد الدراسة، وبالتالي عن واجهة الحياة وأحلى ممارساتها، ألا وهي طلب العلم والمعرفة. والى وقت قريب، ظل المحيط الأسري يرى في حالة صالح عيبا وعبئا. ولم تخف محدثنا صالح تطلعه، وهو تشرح خلفيات مواظبته على التنقل إلى عاصمة الولاية، إلى استكمال دراسته ضمن صفوف محو الأمية بجمعية "عصافير الجنة " التي احتضنته ، ويراهن على كسب الرهان وتحدي إعاقته ، فهو ذكي وملم بكل ما يحيط به، يقول بتألم كبير "حسرتي كبيرة أنني لم أدرس لأدافع عن حقوقي، وأنعم كغيري من فئة المعوقين بالتجمعات السكنية الكبرى "، فهو يرى تنقله في ظروف قاسية للدراسة بسطيف صرخة عالية في حد ذاتها للمسؤولين على جميع المستويات، ويضيف "لا أحد شعر يوما بحالي وتفهم وضعي ، يحاول الكثير زرع البسمة في وجهي متغافلين عن حقوقي "، ويستطرد قائلا " تقدمت بالعديد من الطلبات قصد الاستفادة من محل يساعدني على الأقل في تحسين ظروف عائلتي ،لكن دون أية استجابة أو رد يشفي غليلي ، فحالتي تستدعي من المسؤولين التدخل العاجل لأنني إنسان ومواطن لي حقوقي الكاملة في هذا الوطن، إن ما يربطني بمؤسسات الدولة بطاقة معوق ومبلغ 3500 دينار شهريا فقط ".