حذر قادة عسكريون بريطانيون من أن الحرب ضد حركة طالبان دخلت مرحلتها الأكثر أهمية في افغانستان، مع استعداد قوات الأمن الافغانية لتولي مسؤولية محاربة التمرد من تلقاء نفسها للمرة الأولى من دون مشاركة قوات منظمة حلف شمال الأطلسي. وقالت صحيفة "الغارديان" إن قادة القوات البريطانية في افغانستان اكدوا بأن الأشهر الستة المقبلة، المعروفة باسم "موسم القتال"، ستكشف ما إذا كانت الاستراتيجية الجديدة أتت أكلها، مع استعداد الرئيس الافغاني، حامد كرزاي، للاعلان عن أن قوات بلاده ستتولى قريبا زمام المبادرة في العمليات القتالية في جميع أنحاء البلاد. واضافت أن العميد البريطاني بوب بروس، قائد فرقة هملند، نفى أن تكون الاستراتيجية الجديدة مراهنة، وشدد على أن الوقت "مناسب الآن أمام القوات البريطانية للتراجع عن المهمات القتالية والسماح لنظيرتها الافغانية بكسب الثقة قبل بدء حلف الأطلسي بسحب قواته القتالية من افغانستان العام المقبل. وقال العميد بروس في مقابلة مع الصحيفة إنه "لا يهتم بالمراهنات، لأن الاستراتيجية الجديدة هي خطة لنهاية حملة عسكرية طويلة ومحفوفة ببعض المخاطر، ولكن تم التخفيف من ذلك بعناية مما جعلها جيدة بما فيه الكفاية، فضلا عن حقيقة أن القوات الافغانية اصبحت قادرة جدا الآن على تولي المسؤوليات الأمنية". واضاف "هذه مشكلتهم وهذا تمردهم في اشارة إلى الحكومة الافغانية، ونحن نعلم أنه لا يوجد حل عسكري للتمرد في افغانستان ولا وسيلة تمكن الجيش من كسب حرب مكافحة التمرد لأنها أساسا قضية سياسية ومعركة العروض، من الحكومة الافغانية إلى الشعب ومن المتمردين إلى الشعب الافغاني". وفيما اعترف الضابط البريطاني بأن الحملة العسكرية في افغانستان "تمر بمرحلة صعبة للغاية ومرحلة من الغموض والريبة"، شدد على ضرورة احتفاظ قوات الناتو بقدراتها القتالية حتى نهاية عام 2014، المقرر لبدء انسحابها من افغانستان، للتقليل من المخاطر وتقديم الدعم للقوات الافغانية في حال واجهت صعوبات في التعامل مع حركة طالبان". وقال العميد بروس إن الافغان "طلبوا في الأسابيع الأخيرة المساعدة من قوات الناتو على مستوى منخفض لكن بريطانيا رفضت، لجعلهم يثبتون أقدامهم على الأرض في القتال مع عدو لا يرحم ويعززون الثقة بقدراتهم على دحره، لكننا لن نجعلهم يفشلون وسنقدم لهم الدعم إذا كانوا حقاً بحاجة له". واشارت الصحيفة إلى أن الجنرال البريطاني نك كارتر، نائب القائد العام لقوات الناتو في افغانستان، شدد على ضرورة أن "لا يندهش الناس إذا ما تم استدعاء القوات البريطانية للقيام بمهمة عسكرية في افغانستان من الآن وحتى نهاية العام المقبل، حين تنهي قوات الناتو رسميا 13 عاماً من عملياتها القتالية". ونسبت إلى الجنرال كارتر قوله "نريد الأفغان أن يديروا العمليات العسكرية من تلقاء أنفسهم، لكننا ما نزال بحاجة لتقديم الدعم لهم في حال اشتداد سعير القتال ضد حركة طالبان في صيف العام الحالي وشعوري هو أن افغانستان وصلت إلى نقطة متقدمة، غير أن هذا التقدم يحتاج الآن للمحافظة عليه على مدى السنوات المقبلة". وتنشر بريطانيا حالياً في افغانستان نحو 9000 جندي معظمهم في ولاية هلمند، قُتل منهم 441 جندياً منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2001.