دعا وزير البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال موسى بن حماي اليوم الجمعة الأسرة الإعلامية إلى مواصلة مشوارها "مع الاعتماد على الموضوعية و الاحترافية والتمسك بأخلاقيات المهنة الصحفية" قصد تأدية الرسالة المنوطة بها في "ظل الرهانات والتحديات التي فرضتها المجتمعات الرقمية". وأعرب الوزير --في رسالة وجهها الى الأسرة الاعلامية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة-- عن أمله في أن تكون هذه المناسبة بمثابة "الوقفة التي تدرك فيها الأسرة الإعلامية حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها وثقل الأمانة الإعلامية المنتظر تأديتها في ظل الرهانات والتحديات التي فرضتها المجتمعات الرقمية". وقال بن حمادي في رسالته أن الجزائر "تحتفل على غرار باقي الدول باليوم العالمي لحرية الصحافة المصادف للثالث ماي من كل سنة والذي جاء هذه السنة في ذكراه العشرين تحت شعار "التحدث بأمان: ضمان حرية التعبير في جميع وسائل الإعلام" مذكرا بأن هذا "هو الشعار الذي رفعته منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) من أجل تعبئة المجتمع الدولي لحماية سلامة الصحفيين في كل بقاع العالم". ولتحقيق هذا الهدف --يستطرد الوزير-- اتخذت منظمة الأممالمتحدة هذه السنة عدة إجراءات و تدابير, مشيرا على وجه الخصوص الى أنه بالاضافة الى الاهتمام بالصحافة التقليدية المكتوبة والسمعية البصرية, تم إدراج الصحافة الرقمية كوسيلة "فرضت نفسها دون منازع وشكلت لنفسها بيئة رقمية يلجأ إليها الكثيرون لنشر الأخبار أو للاطلاع عليها بشكل مفرط". واعتبر أن هذا الأمر يصعب التحكم في هذه الوسيلة الاعلامية "أمام التدفق السريع للمعلومات الذي يشهده العالم بين ثانية وأخرى" الشيء الذي أصبح --كما قال-- "يهدد أمن الصحافيين من خلال الجرائم التي تمارس عبر الانترنت من انتهاكات للخصوصيات وسرية البيانات والمعطيات الشخصية وممارسة التهديد والقرصنة". وبالمناسبة --يضيف السيد بن حمادي-- "ونحن نحتفل بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية, أنحني أمام أرواح شهداء مهنة المتاعب الذين راحوا ضحايا المأساة الوطنية والذين اختاروا الاستشهاد من أجل الدفاع عن رموز الدولة الجزائرية وسيادتها الوطنية تاركين وراءهم أقلاما لن تنضب مع مرور السنين". وأبرز في ذات السياق أن الصحافة الجزائرية "إستطاعت اليوم وبفضل التعددية السياسية والإعلامية التي كرسها الدستور, أن تنفتح على مختلف أنواع الاتجاهات الإعلامية وهو ما يعد مكسب وطنيا لا يمكن التفريط فيه خاصة وأنها لقيت كل الدعم من طرف السلطات العليا في البلاد". وأكد أن أهم دعم للصحافة يتمثل في "الإصلاحات الهامة التي أقرها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من أجل تطوير وتنمية هذا القطاع وخاصة حماية الصحفي" مشيرا على وجه التحديد الى الجانب المتعلق برفع التجريم عن جنح الصحافة. كما إغتنم الوزير هذه المناسبة ليؤكد على "أهمية البيئة الإعلامية الرقمية في وقتنا الحالي" آخذا بعين الاعتبار مسألة الأمن على الانترنت بالنسبة للصحفيين المهنيين. وقال في هذا الصدد أن المؤسسات التي تعتمد المادة الإعلامية الالكترونية تشهد "إرتفاعا متزايدا" كون الطبيعة الحرة للانترنت. واكد بن حمادي انه يمكن للجزائر أن "تعتز وتفتخر بما حققته في هذا المجال, كونها من بين البلدان التي لم تفرض الرقابة على الانترنت بل ضمت جهودها إلى الجهود الدولية الرامية إلى تأمين المعلوماتية ومحاربة الجرائم الالكترونية وحماية الأطفال منها". وأبرز الوزير في هذا السياق دور قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال في إعداد مجموعة من مشاريع القوانين والتدابير القانونية ذات الصلة بهذا المجال.