تعيش إيطاليا هذه الأيام أجواء مضطربة في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي تعيشها البلاد، وعدم رضا المواطنين عن سياسات الحكومة الائتلافية لمواجهة هذه الأزمة. وجاءت الاحتجاجات التي شهدتها البلاد خلال الأيام القليلة الماضية، لتبرز حالة الاستياء التي تعم البلاد جراء ارتفاع معدلات البطالة ورفض الإجراءات التقشفية التي تتبعها الحكومة، فقد خرج الآلاف إلى شوارع العاصمة الإيطالية روما، يلوحون بالأعلام الحمراء ويرفعون شعارات "لا يمكننا أن ننتظر أكثر من هذا"، و"نحتاج إلى المال لكي نعيش"، وذلك احتجاجا على الأوضاع المعيشية المتدنية التي أصبح يواجهها المواطنون، وللمطالبة بخلق فرص عمل جديدة للمساعدة في إخراج البلاد من حالة الركود التي تعيشها. وانتقد المتظاهرون السياسات الاقتصادية للحكومة الائتلافية الجديدة برئاسة إنريكو ليتا، والتي تركز بالأساس على إصلاح الضريبة العقارية ولم تبد حتى الآن، التزاما تجاه تنفيذ وعودها الخاصة بخلق وظائف جديدة لمواجهة الارتفاع الهائل في معدلات البطالة. وكانت إيطاليا قد شهدت خلال الأشهر الماضية، فترة من عدم الاستقرار السياسي عقب الانتخابات البرلمانية التي أجريت في فبراير الماضي، ولم يفز فيها أي حزب بالأغلبية اللازمة مما اضطر الرئيس جورجو نابوليتانو، بعد شهرين من الانقسامات والفراغ السياسي، إلى تشكيل حكومة ائتلاف برئاسة الديموقراطي إنريكو ليتا، وتضم الحزب الديمقراطي اليساري، وشعب الحرية اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني، إلى جانب حزب القائمة المدنية.