يعتبر الأمير عبد القادر الجزائري أول الداعين لتقنين القانون الدولي الإنساني حسب ما أكد يوم الثلاثاء بيتر ماورر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر.وأشار ماورر في افتتاح أشغال الملتقى الدولي حول "الأمير عبد القادر والقانون الدولي الإنساني" أن الحقبة التي عبر عنها الأمير عبد القادر "تشرح بكل دقة جوهرعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي ومفادها أنه عندما يكون الشخص تحت عدوه تكون الغلبة للأخوة الانسانية". وأوضح أنه في خضم مكافحة الاستعمار الفرنسي أوجب "الأمير" ضرورة معاملة الأسرى معامة انسانية مشيرا الى أن هذه "قناعة ثمتل أحد المبادئ الأساسية للقانون الدولي الانساني". وعبر المتحدث عن أهمية هذا الملتقى الذي بات فيه القانون الدولي الانساني موضوع "الساعة" أكثر من أي وقت مضى بتطور النزاعات المسلحة المعاصرة التي "تمزق العالم بأكلمه وما يصاحبها من تطورات لوسائل وأساليب الحرب والتي كشفت جليا التحديات المستمرة التي تواجه تطبيق القانون الدولي الانساني منها شمال مالي الواقع فريسة للعنف المسلح منذ اكثر من 16 شهرا".وأبرز أن الظروف المعيشية لسكان مالي "تبعث على القلق الشديد في ظل وجود احتياجات انسانية ملحة".وبخصوص الأزمة السورية أكد أنه وبعد مارور أكثر من عامين, "بات النزاع يلقي بظلاله على البلدان المجاورة ويشكل كارثة انسانية كبرى والملايين من السوريين يعيشون اليوم ظروفا تبعث على اليأس والقنوط".كل هذه الظروف والتحديات —يضيف المتحدث— جعلت من اللجنة الدولية "تعمل بكل طاقاتها لمواجهة التبعات الانسانية للنزاعات المعاصرة.وأبزر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر العلاقة التاريخية لهذه الأخيرة بالجزائر مشيرا الى أنها تعود الى سنة 1853 حين اختار "هنري دونان" مؤسس الصليب الأحمر وأول الداعين لوضع القانون الدولي الانساني الحديث, مدينة سطيف مقرا ومستقرا له. كما نوه بيتر ماورر بانضمام الجزائر لاتفاقيات جنيف واصفا اياه ب"الحدث التاريخي البارز" و"صيغة رسمية تجسد امثتال القادة الجزائريين أنذاك لقواعد القانون الدولي الانساني".