بحيرة الرغاية.. ملاذ آخر للعائلات بعيدا عن بذاءة الشواطئ تتربع بحيرة الرغاية على أكثر من 1500 هكتار حسب ما اطلعت عليه "النهار" من مدير مركز الصيد بالبحيرة، طالب عبد الرحمان. تعتبر البحيرة المسطح المائي الوحيد على مستوى السهل المتيجي الذي بقي من سلسلة المسطحات المائية التي كان يحوز عليها هذا السهل. من جهتنا، أردنا تسليط الضوء على البعد الإيكولوجي الذي تلعبه البحيرة على الصعيد القاري والمحلي، نظرا لاعتبارها نقطة استراتيجية لاستراحة الطيور المهاجرة من القارة الأوروبية إلى جنوب إفريقيا، الأمر الذي جعل الاتحاد الأوروبي يخصص ميزانية لهذا المكسب العالمي، في حين تلقى هذه البحيرة تجاهلا تاما من طرف السلطات الوطنية، التي لم تصدر بدورها أي مرسوم قانوني يصنف هذه البحيرة على الصعيد الوطني ويحميها بموجب قانون خاص من الانتهاكات التي تتعرض لها منذ أكثر من 40 سنة خاصة من طرف الأشخاص. بحيرة الرغاية صنفت بموجب اتفاقية "رمصار" من المناطق الاستراتيجية الفريدة في العالم، فمن خلال الحديث الذي قمنا به مع مدير مركز الصيد لبحيرة الرغاية، كشف لنا هذا الأخير أن البحيرة مصنفة من طرف الهيئات العالمية المختصة بموجب اتفاقية "رمصار" التي صادقت عليها الجزائر، من خلال الدعم الذي تحظى به هذه البحيرة من قبل الاتحاد الأوروبي. وبموجب الاتفاقية التي ذكرناها سابقاو استطاعت البحيرة أن تحظى بعدة امتيازات من بينها مخطط تسيير المنطقة المحمية الذي انطلق في تطبيقه منذ سنة 2005، كما دعمت هذه المحمية بمركز يخص التوعية البيئية ومركزا للتوجيه، فيما ستعرف هذه الأخيرة تشييد أبراج للمراقبة العلمية مخصصة للبعثات العلمية القادمة إلى هذه البحيرة من داخل وخارج الوطن، كما ستعرف الطيور المعششة بالبحيرة والوافدة إليها عملية إحصاء وترقيم قصد الاستفادة العلمية منها. كل هذه الإنجازات يدعمها الاتحاد الأوروبي بينما تبقى الجزائر بعيدة عن مثل هذه الإنجازات البيئية. أخطار تتهدد العائلات بالغابة.. والبحيرة ثقافة سياحية أخرى لسكان العاصمة ويعرف هذا النسيج الطبيعي إقبالا منقطع النظير من طرف بعض العائلات، لكنه مع الأسف الشديد يشهد العديد من التجاوزات من قبل زائريه. وقد أضحى هذا الفضاء الجمالي قبلة للعائلات العاصمية التي أرادت التمتع به قبل أن يزول بفعل الممارسات غير المسؤولة من قبل سكان "حي علي خوجة" الذين يقومون بإتلاف ثروات بحيرة الرغاية، ويتسببون في انقراض العديد من الطيور المعششة باعتبارهم يقطنون بالمحمية منذ أكثر من 40 سنة. سمك البحيرة كان يستهوي السائحين الروس... في الوقت الذي تلعب فيه العديد من الهيئات الدولية دورا فاعلا في النهوض بهذه المحمية الطبيعية، كانت العديد من الجهات الجزائرية تعمل على انهيار هذا النظام الإيكولوجي الذي يعتبر الوحيد والفريد من نوعه على مستوى السهل المتيجي، بحيث كانت هذه البحيرة كانت قبلة للسائحين الروس الذين يفضلون ممارسة الصيد بها وينقلونه معهم الى روسيا خلال سنوات الثمانينيات التي شهدت أكبر نسبة للثروة السمكية بالبحيرة، لكن تهميش العديد من الأطراف لهذه البحيرة جعلها تفقد كل المزايا السياحية التي كانت تزخر بها خلال سنوات الثمانينيات.