تستعد هذه الأيام العائلات الصحراوية لاستقبال شهر رمضان المبارك الذي لم تعد تفصلنا عنه إلا أيام معدودات، وتتجلى مظاهر التحضيرات لاستقبال هذا الضيف الكريم في شروع ربات البيوت في طحن كميات من القمح الصلب الذي يستعمل في إعداد شربة الفطور التي تقدم عادة مباشرة بعد تناول حبات التمر والحليب إن وجد نظرا لما في ذلك من منافع لجسم الصائم وكذا اقتداء بالسنة النبوية الشريفة. وتتم في عملية الطحن وفق طقوس خاصة لا تجدها إلا في المناطق الصحراوية تتمثل بالأساس في تجمع النسوة في مسكن إحداهن وتتم العملية في أجواء بهيجة وتختبر أثناءها الفتيات الصغيرات في عملية تدوير الرحى باليد كما يتبادلن أطراف الحديث حول مقتنيات المطبخ تحسبا لهذا الشهر الفضيل الذي لا يبخل فيه الرجال عن مطالب زوجاتهم اللائي كثيرا ما يغتنمن هذا الشهر الكريم لتحديث تجهيزات المطبخ باستغلالهن لفرحة الرجل بقدوم الشهر وتلبية لكل الطلبات التي من شأنها أن تجعله يقضي أيام الصيام بفرح وارتياح. وفي المداشر الصحراوية تدخل النسوة هذه الأيام في سباق مع الزمن لإنهاء ارتباطاتهن النسيجية والحرفية قبل حلول أول أيام رمضان ليتفرغن كليا لإعداد ما لذ وطاب من الأطباق المميزة للمنطقة الصحراوية. من جانب آخر، تشهد الأسواق بمختلف المناطق الجنوبية كالوادي مثلا ديناميكية غير معهودة هذه الأيام بسبب استعداد التجار لتغيير أنشطتهم غير مبالين بما تنشره وزارة جعبوب من مراسيم وبيانات فهم يعتبرون الشهر موسما للربح وجني أكبر قدر من الفائدة. كما تعرف الأسواق هذه الأيام إقبالا كبيرا من طرف المواطنين لاقتناء بعض المواد الأساسية لتفادي أي أزمة للمواد خلال رمضان على غرار اقتناء السكر والزيت والسميد والحبوب الجافة والفول الذي يستهلك مطبوخا في معظم المساكن بالوادي وعموم الصحراء إذ تعد وجبة الفول أساسية وضرورية ولا غنى للمائدة الصحراوية عنها.