ثمن مجلس أعيان بلدية برج باجي مختار بولاية أدرار المساعي الحميدة التي بذلتها السلطات العمومية من أجل استرجاع أجواء السكينة والهدوء بعد الأحداث الأليمة التي شهدتها هذه المنطقة مؤخرا. وأعرب مجلس أعيان المنطقة عقب اجتماعهم عشية أمس الأربعاء بوالي ولاية أدرارالسيد ساسي أحمد عبد الحفيظ بمقر دائرة برج باجي مختار عن " ارتياحهم للجهود التي بذلت ميدانيا للتوصل إلى هذا المسعى" . كما ندد المجتمعون في بيانهم "بوقوع هذه الأحداث الأليمة التي تسببت في زهق الأرواح و ضياع الممتلكات بهذه المنطقة التي كان أهلها مثالا في التعايش و التسامح و التآخي". و لدى تذكيرهم بسعيهم لوضع حد لهذه الأحداث منذ الساعات الأولى لنشوبها جددوا التأكيد على"مد أيديهم لمصالحة حقيقية تجنب النفوس الشحناء و تعبد الطريق نحو إرجاع الثقة بين الأشقاء". وطالب مجلس أعيان بلدية برج باجي مختار ب " فتح تحقيق عاجل و شامل لكشف الأيدي التي كانت وراء هذه الجريمة" و من أجل " وضع حد لعصابات امتهنت اللصوصية و ترويع المواطنين في بيوتهم ومعاقبتهم ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه العبث بأمن المنطقة و استقرارها". هذا وقد بدأت الأجواء العامة تعود إلى مجراها الطبيعي تدريجيا بمدينة برج باجي مختار الحدودية بأقصى جنوب ولاية أدرار بعد جهود التهدئة المبذولة ميدانيا و التي تكللت باسترجاع الطمأنينة بين المتساكنين حسبما أكده اليوم الخميس عدد من سكان المنطقة و أعضاء عن المجلس المحلي المكلف بتنفيذ اتفاق المصالحة. وقد أعيد فتح المحلات التجارية و الخدماتية بهذه المدينة حيث سجل عودة الحركة تدريجيا بها كما يجري تنظيف شوارعها من مختلف المظاهر التي خلفتها الأحداث الأخيرة وفق نفس المصدر. ومن جهته أكد والي أدرار ساسي أحمد عبد الحفيظ على هامش زيارته للمنطقة التي تتواصل هذا الخميس لليوم الثاني على التوالي أن التموين بالمواد الغذائية تم استئنافه عقب الأحداث الأخيرة مضيفا أن مصالح الإدارة العمومية حرصت و في عز هذه الأحداث على ضمان السير العادي لتقديم الخدمات الضرورية لبعض المرافق العامة خاصة و الكهرباء و المياه و الخدمات الصحية. كما أشار ذات المسؤول إلى أن الجهود متواصلة بالتنسيق مع مختلف الشركاء و المجتمع المدني بهذه الجماعة المحلية لضمان استمرار الهدوء من أجل مواصلة إجراءات التكفل بمنكوبي الأمطار الأخيرة و ضمان دخول مدرسي في ظروف عادية لأبناء هذه المنطقة. يذكر أن مدينة برج باجي مختار بأقصى الحدود الجنوبية لولاية أدرار كانت قد شهدت قبل أكثر من أسبوع مناوشات بين عائلتين إثر محاولة أحد الأفراد سرقة إحدى المحلات التجارية حيث خلفت هذه الأحداث مقتل ثمانية(8) أشخاص و جرح 41 آخرين إلى جانب حرق وتخريب عدد من الممتلكات الخاصة حسبما ذكرت في وقت سابق مصالح الولاية وقد تمكنت مصالح الأمن من احتواء الوضع بعد تدخلها ميدانيا و إلقاء القبض على 40 شخصا متورطا في هذه الأحداث حسب ذات المصدر . كما تم إجراء عدة اتصالات ومشاورات مكثفة تحت إشراف السلطات الولائية خلصت إلى عقد اتفاق نهاية الأسبوع الماضي بين طرفي النزاع من أجل إنهاء هذه الخلافات وهو ماساهم في عودة الهدوء تدريجيا إلى هذه المنطقة الحدودية.